ماذا ترى في هذه الرسمة التي حيرت الكثير من الناس؟
فقط 1/100 من الناس تمكنوا من تخمين الصورة الصحيحة، أما بالنسبة للبقية فقد كانت الصورة محيرة للعقل تماماً.
حاول ثانية، هناك حيلة ساعدت البعض وهي تغطية الجانب المظلم في الصورة بأيديهم.
ها قد جاء دور المخرب
إنها في الواقع رجل مع قبعة رعاة البقر!
استغرق الأمر عند بعض الناس ساعة كاملة لمعرفة هذا اللغز، في حين أن عدد قليل من المحظوظين استطاعوا رؤية الرسمَ الصحيحة على الفور. إذا كنت تنتمي للمجموعة الأخيرة، يمكنك أن تعتبر نفسك انك شخص مبدع للغاية كما أظهرت الدراسات.
ان ممارسة العمليات الإبداعية مجردة للغاية ولا يمكن تحديد حجمها. وفي كثير من الأحيان تعتبر كرشقات نارية من الإلهام المفاجئ الذي يأتي من العدم. ومع ذلك، فقد كان العلماء قادرين على اجراء بعض الأبحاث للقبض على العمليات الإبداعية من أجل تحليل السمات المميزة لدي المبدعين. وما أدركوه هو أن المبدعين يميلون عادةًإلى استخدام أجزاء أكبر من أدمغتهم أثناء عملية التفكير، وهذا يعطيهم الفرصة لاستخدام المزيد من الارتباطات والذاكرة عند محاولة فك شيء معين.
في حالة حل اللغز الذي في الرسم فإن المبدعين يعملون أكثر عند النظر الى صورة غير معروفة وهذا يعني انهم يستجمعوا بسرعة اكبر للأجزاء المعروفة سابقا لبناء الأفكار.
لذلك، لا تستغرب من بعض الناس الذين يرون أن هذا اللغز سهل جدا مما يجعلهم يتساءلون ما هو الشيء المعقد في فكه. ومع ذلك، يجب ألا تعتقد أن هناك خطأ ما فيك بغض النظر كم من الوقت استغرقت بالنظر لرسم، وان كل ما يمكن أن تراه هو صورة مشوهة من الخفافيش أو الفئران. ولكن هذا يعني فقط أنك تقوم بمعالجة المعلومات الجديدة بطريقة مختلفة، عادة بطريقة أكثر رسمية قليلاً، وتتبع بعض القواعد والجمعيات المعروفة. في حين تندرج هذه العملية عند الأشخاص المبدعين تحت ما يسمى ” التفكير خارج الصندوق” وهو نوع من التفكير مع مزيد من الاقتراحات للاختيار.
إن هذه الرسمَ لا تعد الأولى من نوعها لتحفزنا للحديث عن تأثير عملية التفكير الخاصة بدنا في الطريقة التي ننظر بها للعالم. حيث كان لغز بطة- الأرنب الذي قدمه عالم النفس الأمريكي جوزيف جاسترو في عام 1899 نقطة الانطلاق للبحث عن هذا الموضوع.
قبل القراءة أكثر حول هذا الموضوع، توقف وانظر إلى الرسم.
ماذا ترى؟ بطة أم أرنب؟ هل تستطيع العثور بسهولة على حيوان آخر؟ هل يمكنك تبديل جهة النظر إلى أخرى بكل سهولة؟ أم يستغرق الأمر بعض الجهد؟
في هذه الرسمه، ليس هناك تخمين خاطئ أو صحيح، (على الرغم من أن معظم الناس تخمن البطة أولا) بل هي مسألة القدرة على الانتقال بسرعة من زاوية إلى أخرى.
كل هذه الميزات تحسب عند تحديد ما إذا كنت شخص من الدرجة العالية أم المتوسطة من الإبداع. ووفقاً للبحث الذي أجرته ريتشارد وايزمان مع مجموعة من زملاء علماء النفس في جامعة أدنبرة، فإن المبدعين في الواقع ينظرون إلى العالم بشكل مختلف، كما أنهم الأكثر قدرة على رؤية الأشياء من عدة زوايا مختلفة.
وباستخدام رسم بطة- أرنب، كانت إجابة المشاركين عن الأسئلة لا تختلف كثيرا عن تلك المذكورة أعلاه. إضافة إلى ذلك طُلب منهم إدراج عدة استخدامات غير عادية لإعطاء كل يوم هدف في فترة قصيرة من الزمن. وكانت النتائج واضحة: الناس الذين تمكنوا من الانتقال من تصور إلى آخر بدون أي جهد، وقاموا أيضا بتحديد هدف جديد على اشياء معروفة بشكل أفضل.
وهذه سمة معروفة عند الكثير من المبدعين في التفكير بسهولة حول الطرق البديلة وإيجاد صلة بين مفهومين لا تربطهم أي صلة. وهذا لان أدمغتهم فقط تعمل بشكل أسرع عند العمل على تفسير جوانب مختلفة من المفهوم. ولذلك فإن النتائج تثبت أن هناك اختلاف بكيف ينظرون المبدعون جداُ للعالم بالمقارنة مع متوسطي الإبداع.
وأخيراً، إذا لم يكن هناك عباقرة مبدعين وقادرين على رؤية الأشياء من زوايا مختلفة، لكنا قد حرمنا من الكثير من الاكتشافات والابتكارات التي ساعدت على تشكيل العالم الذي نعرفه.
0 Comments