عمى الألوان هو مصطلح يعني إصابة الانسان بخلل يُفقده القدرة على الرؤية بشكل طبيعي، وهي الحالة التي لا يستطيع فيها الإنسان رؤية الألوان التالية: الأزرق، والأحمر ، والأخضر، أو أحد الألوان الناتجة عن خلط الألوان السابقة معاً، وتُوجد حالات نادرة لا يستطيع فيها الإنسان رؤية الألوان على الإطلاق. قد يجد مرضى عمى الألوان صُعوبة في القراءة بشكل جيد، وقد يجد عمى الألوان إمكانيتهم في التقدم بمجالات معينة، ولكن في معظم الحالات يستطيع مرضى عمى الألوان التأقلم مع هذا المرض والتعويض عن رؤية الألوان التي لا يستطيعون رؤيتها.
أولاً : أعراض عمى الألوان
تختلف أعراض عمى الألوان من شخص لآخر، ولكنّها وبكل الأحوال تتضمن الأمور التالية:
1- يستطيع المُصاب بعمى الألوان أن يرى العديد من الألوان، ولكنّه لا يعلم أنه يراها بشكل يختلف عن الآخرين.
2- في الحالة الطبيعية يستطيع الأشخاص رؤية الآلاف من درجات الألوان، ولكن الأمر يختلف عند مصابي عمى الألوان، حيث أنهم يستطيعون رؤية القليل من درجات الألوان فقط.
3- توجد حالات نادرة لا يرى مصاب عمى الألوان سوى اللون الأبيض، والأسود، والرمادي.
ثانياً: أسباب عمى الألوان
ينجم عمى الألوان عن عدة أسباب، منها:
أولاً: أسباب غير وراثية
قد يكون سبب عمى الألوان بعيداً عن العوامل الوراثية، وهو ما يسمى بعمى الألوان المكتسب، والذي قد يصيب عين واحدة، أو قد يكون بكلا العينين ولكن بنسب متفاوتة، ومن هذه الأسباب:
1-متلازمة هز الرضيع:
تَنتج متلازمة هز الرضيع من هز الطفل بشكل عنيف، مما يُسبب العديد من الإصابات بالرأس، والصدر، والأكتاف، والذي يُؤدي إلى حدوث ضرراً دماغياً، أو عطباً في الأنسجة، وبالتالي يمكن أن يُسبب عمى الألوان عند الرُضّع والأطفال.
2- الصدمة:
على غرار ما قد ذكرناه بالأعلى، فإن الصدمات والحوادث تُسبب تورماً في المركز البصري في الدماغ، وبالتالي يتسبب هذا الورم في حدوث عمى الألوان.
3- الأضرار الناتجة عن التعرض للأشعة الفوق بنفسجية:
تحدث هذه الأضرار عادة في مرحلة الطفولة، حيث يَتسبب الإفراط في التعرض للأشعة الفوق بنفسجية بحدوث أضرار في شبكية العين، مما يؤدي إلى الإصابة بعمى الألوان.
ثانياً: أسباب وراثية
يُوجد في عين الإنسان أنواعاً مختلفة من الخلايا المخروطية (وهي الخلايا المستقبلة للضوء في شبكية العين). تقوم كل واحدة من هذه الخلايا باستقبال واحد من الألوان الأساسية الثلاثة. يقوم الإنسان برؤية الألوان المختلفة عندما تلتقط الخلايا المخروطية الموجودة داخل شبكية العين مستويات مختلفة من الألوان الأساسية الثلاثة. يحدث عمى الألوان بسبب وراثي عند حدوث نقص في أحد الأنواع الثلاثة من الخلايا المخروطية، أو عند حدوث تعطيل في هذه الخلايا حيث تؤدي إلى حدوث مشاكل في رؤية الأوان الأساسية عند الإنسان، أو رؤيتها بشكل مختلف وبدرجات مختلفة.
ثالثاً: عمى الألوان الناتج عن الإصابة ببعض الأمراض
هناك العديد من الأمراض الوراثية، والتي تُسبب عمى الألوان، ولحُسن الحظ أن هذه الأمراض نادرة، وتشمل :
1- الضمور الشبكي
2- التهاب الشبكية
3- العمى الجزئي
4- الضمور البقعي
5- التهاب الشبكية الصباغي
وهناك أيضاً العديد من الأمراض الإضافية والمزمنة والتي قد تُسبب عمى الألوان، وتشمل:
1- مرض الزهايمر
2- مرض السكري
3- سرطان الدم
4- مرض الكبد
5- مرض الشلل الرعاش
ثالثاً: تشخيص عمى الألوان
يُمكننا تشخيص عمى الألوان من خلال اختبار يسمى “ايشيهارا” وهو عبارة عن مجموعة من الصور التي تحوي بقعاً ملونة فيها، وهذا الاختبار يُستخدم بشكل كبير في تشخيص أخطاء رؤية اللون الأحمر والأخضر. تحتوي الصورة عادةً على واحد أو أكثر من الأرقام العربية والملونة بلون يختلف عن باقي أجزاء الصورة، ويستطيع رؤية هذه الأرقام الأشخاص غير المصابين بعمى الألوان، أما الأشخاص المصابين لا يستطيعون رؤية هذه الأرقام.
- ولإجراء هذا الاختبار قم فقط بقراءة الأرقام الموجودة بالصور التالية:
- إذا قمت بقراءة الأرقام بالشكل التالي [45,6,26,73,7,15]. فأنت شخص سليم، وإذا وجدت صعوبة في قراءتها، أو أنك لم تستطع قراءتها فمن المؤكد أن لديك مشكلة بالرؤية.
رابعاً: علاج عمى الألوان
بما أن عمى الألوان في أغلب الحالات يَنتج عن أسباب وراثية، فإنه لا يُمكن علاجه، أما إذا كان متعلقاً بأسباب أخرى فمن المُمكن علاجها حسب نوع المُسبب لها، مثلاً يمكن إجراء العمليات الجراحية لإعادة القدرة على رؤية الألوان من جديد بشكل طبيعي في حالات وجود مشاكل معينة في شبكية العين أو العين بشكل عام وتَمكن علاجها بالجراحة ،أما إذا كان السبب هو تعاطي أدوية معينة ، يكون علاجها بالتوقف عن تعاطي هذه الأدوية. ولكن بكل الأحوال بإمكان المصاب بعمى الألوان اتباع خطوات معينة لتعويضه عن عجزه في رؤية الألوان:
1- استخدام العدسات الاصقة والتي تُمكنك من التمييز بين الألوان المختلفة، ولكن فعلياً لا تستطيع من خلال هذه العدسات ترى الألوان بشكلها الطبيعي.
2- استخدام العدسات الاصقة، أو النظارات ذات العدسات الخاصة، إذا كان المصاب بعمى الألوان لا يستطيع التمييز بين الألوان على الإطلاق.
3- استخدام النظارات والتي تُعوق الوهج من الضوء الساطع، حيث أن المصاب بعمى الألوان يستطيع أن يرى الألوان بشكل أوضح عندما لا يكون الضوء ساطعاً.
نتمنى عزيزي القارئ أن تكون قد استفدت من المقال، وإذا كان لديك معلومات مشابهة، نرجو مشاركتنا بها.
ودمتم بعافية…