إن أكثر الأمور شيوعا وانتشارا في عصرنا الحالي والتي هي نتاج التكنولوجيا السريعة التي دخلت حياتنا وبيوتنا دون استئذان أو سابق إنذار وهي مواقع التواصل الاجتماعي.
الهواتف الذكية التي باتت الصديق الوفي لنا والمرافق الدائم في احتفالنا ,في عملنا في ذهابنا وإيابنا نفرط جدا باستخدامه دون أن ندرك الخطر الذي قد نقع به، ودون أن ندرك أننا ضحاياه إن لهذا الأمر الوقع السيئ على جميع اتجاهات حياتنا الفكرية الاجتماعية النفسية والصحية.
فأفكارنا باتت ترتدي لباسا غير لباسها باتت مقنعة, ومتأثرة بأفكار الاخرون ممن نراقبهم باستمرار، فتبهرنا مظاهر حياتهم ونخوض تلك التجربة كي نكون فقط مثلهم. نعم انها السطحية! وحب المظاهر المرض الذي يصيب الكثيرين ,الأمر الآخر والذي أرى أنه أخطر تأثيرات إدمان مواقع التواصل الاجتماعي وهو العلاقات الاجتماعية التي تفتت وأصبحت عبارة عن قائمة الأصدقاء على الفيسبوك، وتلك الثرثرة التي لا معنى لها عوضا عن الحديث الذي يكون وجها لوجه، نرى تعابير الوجه ونتأثر بدفئ الصوت، نحن بطريقنا لنفقد كل شيء من مظاهر الحياة الاجتماعية سابقا تلك الأصوات التي ترتفع من حرارة حوارنا حقا لقد فقدناها وأصبحت اجتماعاتنا لنا ولهواتفنا فتكون بالأجساد دون الأرواح تكون بأقصى درجات البرود وسرعان ما تنفض على عكسها سابقا كانت تتجاوز الساعات ,فنفقد الشعور بجمال تلك الأجواء ونحن منشغلون بتوثيقها على التطبيقات الاجتماعية الانستجرام وغيره راجين بذلك المظاهر دون التمتع بالاحساس الحقيقي لمناسباتنا الاجتماعية .
نعم أصبحت الحياة تلك القرية الصغيرة ولكننا نحن من بعد نحن من تفرق واغترب ,فلماذا لا نبعد عنا هذه الجرثومة الحديثة التي فتكت بنا وبحالنا ونعود كسابق عهدنا نعود لما حرمتنا منه وماحرمنا منه أنفسنا، فنوثق العلاقات عوضاَ عن الصور ونبتسم عوضا عن تلك الوجوه التي نرسلها كمندوب لنا عن شعورنا ,ان الأمر ليس بهذه الصعوبة التي نتخيلها ونضعها حاجزا لكي لا نخوض تجربة الابتعاد.فقط نزرع الفكرة بداية داخل عقولنا ونشحنه بالارادة نمنيه بما سوف يكتسبه بالابتعاد ونأخذ بأيدينا للوصول, أنا أعترف بصعوبة التنفيذ لذلك نجعل الأمر تدريجيا .
هناك بعض الأمور البسيطة والتي يمكن أن تغنينا بشكل جزئي عن إدمان مواقع التواصل الاجتماعي :
1.بداية نقلل الساعات التي تضيع هباء ونحن غارقون بهذا العالم ونجد بديلا لكل شيء نلتفت للأمور الحياتية الآخرى والتي باعتقادي أكثر متعة و وفائدة.
2.نقرأ الكتب ونشترك بعضوية بمراكز ثقافية.
3.نمارس الرياضة كرياضة المشي صباحا أو مساءا.
4.نشارك بحضور ندوات بمختلف المجالات ونحضر معارض فنية وثقافية .
5.نزرع نبتة نسقيها ونرعاها .
6.نشارك بأعمال المنزل .
7.نداوم على حضور الاجتماعات العائلية ومع الأصدقاء.
8.والأهم من ذلك نقرب الخطى لله وننوي حفظ ايات من القران الكريم .
هناك الكثير من الأمورالتي نتغاضى عنها فلنفعلها ونقي أنفسنا من ادمان تلك المواقع ,أنا لا أتجاهل فائدتها لكن الافراط فيها ضررأن تصبح الرفيق الوحيد ستكون رفيق سيء يؤدي للوقوع بالهاوية .
0 Comments