عندما يكون الطفل في سن صغير فإنه يميل الى ان يكون عنيد في بعض الاحيان، ولكن اريد ان اقول لك سيدتي ان هذا العناد يعد جزء من شخصية الطفل ويحتاج من الوالدين ادارته بطريقة صحيحة. ولكن في بعض الاحيان يلجئ الطفل الى العناد كوسيلة للتعبير عن رأيهم وعلى حريتهم بالقيام أو عدم القيام بالشيء. لذلك من المهم سيدتي ان تعلمي طفلك الطرق المختلفة للتعبير عن انفسهم وكيفية التعامل مع التوتر. وعند التعامل مع الطفل العنيد عليك ان تتبعي أسلوب التفاهم والاستماع وتخلقي جواً من الهدوء.
اليك بعض الطرق الفعالة في التعامل مع الطفل العنيد
تلهية طفلك:
إن تلهية الطفل العنيد تعد وسيلة جيدة لجعل طفلك لا يلاحظ أو ببساطة ينسى العديد من القيود المفروضة عليه رغماً عنه. لذا اذا كنت تسير في سيارتك وتتوقع ان تحدث معركة على مقاعد السيارة، عليك ان تفعل شيئاً يثير اعجاب طفلك ويحبها قبل الانطلاق الى السيارة.
أسلوب التواصل بدلاً من الجدال:
هذه قاعدة مهمة للتعامل مع الطفل العنيد. عندما يبدو طفلك عنيد أو غاضب، فإنه لا يكون الوقت المناسب للمجادلة معه، لذلك من الافضل لك سيدتي ان تستخدمي اسلوب التواصل والتفاهم معه عندما يكون هادئاً ومستعداً للاستماع. عليك بمراقبة طفلك، وحاولي معرفة ما يجعل طفلك يشعر بعدم الارتياح، ابعديه عن هذا الوضع وساعديه لكي يسترجع هدوئه. تذكرى ان التفاني والصبر هم متاح السيطرة على الموقف.
توفير الخيارات لطفلك عندما يبدأ بالعناد:
اذا كان طفلك يرفض كل ما تطلبينه منه، فقد حان الوقت بأن تأتي بعدة خيارات له ليختار من بينها، بدلاً من اعطاءه الاوامر مثل “عليك انهاء طعامك” او “اذهب الى السرير”، بل عليك اعطائه خيارات مثل “هل تحب ان تغني اغنية أو سماع قصة قبل الذهاب الى الفراش؟ فبهذه الطريقة يكن طفلك قادراً على ان يشعر بأن رأيه له قيمة، هذه طريقة مفيدة جداً عند التعامل مع الطفل العنيد. بالإضافة الى ذلك، سيولد لدى طفلك الشعور بالاستقلال على انه قادر على اتخاذ قرارته بنفسه حتى لو كان من ضمن الخيارات التي أُعطيت له.
دعي طفلك يتعلم من خلال التجربة:
ان الطريقة الوحيدة لجعل طفلك بتعلم ان موقد الفرن ساخن هي ان تدعيه يلمسها اذا لم يكن هناك اي خطر من حدوث اي اصابة. فمن الافضل ان تدعي طفلك يتعلم من خلال التجربة، ويجب عليك كذلك توقع بان الطفل العنيد يختبر قيودك عدة مرات لأنه بهذه الطريقة سيتعلم. وبشان هذا الامر، عليك ان تكوني بأفضل الحالات لكي تحافظي على الهدوء عندما يبدأ طفلك بالعناد.
لا تكوني عدوة لطفلك:
كما هو الحال عند جميع البشر، الإجبار والقوة دائما تخلق دفعة للوراء. فإذا كنت من النوع الحاد وسريع الغضب فذلك سيخلق فجوة بينك وبين طفلك ويخلق نوع من التحدي وسيبدأ طفلك يكون رؤية على أنك عدو له وستخسرين علاقتك مع طفلك. وإذا كنت في محل شك، عليك ببساطة ان تدعيه يقرر بنفسه واذا لم يستطيع، ابحثي عن وسيلة اخرى حيث يمكن تلبيه احتياجات طفلك دون المساس بسلامته او صحته.
عليك رؤية الأشياء من وجهة نظر طفلك:
على سبيل المثال، ربما يكون غاضب منك لأنك وعدتيه بأن تشتري له لعبة مثلاً ولكنك لم تفعلي. فمن وجهة نظرك يكون ذلك عناد، اما من وجهة نظره سيكون ذلك مبرر مزعج لأنك تطلبي منه ان يكون هادئاً وانت قد كسرتي وعدك. ولتفادي ذلك الموقف وتخطيه اعتذري له وحاولي الحفاظ على الوعد الذي اعطيته له.
خلق جو سلمي في البيت:
إن تحويل منزلك لمكان يرى فيه طفلك السعادة والراحة هو اختيار جميل في التعامل مع الطفل العنيد. لا يجب ان يشعر طفلك بشعور سيء اتجاه والديه والمنزل. حتى إذا كنت تطبخين عليك بتخصيص وقتاً للاستماع الى اقتراحات طفلك حول طعامه المفضل. عليك خلق جو من الاحترام التفاهم والمودة. تأديب طفلك ضروري أيضاً، ولكن حاولي ان تفعلي ذلك بمودة، لا تتجهي نحو سلوك “أنا اقول لك ان تفعل ذلك وعليك ان تفعله بدون نقاش. بدلاً من ذلك، حاولي أن تشرحي لطفلك حول اهمية الالتزام بالقواعد المنصوص عليها في المنزل.
ان تكوني نموذجاً يحتذى به:
اذا كان الوالدين يغضبون من الامور الصغيرة وغالبا ما يحصل بينهم شجارات، فإن الطفل يكون أكثر عرضه لأن يصبح عنيد ويعبر عن توتره عن طريق الغضب. حيث ان الوالدين هم المعلم الاول لطفل. لذلك اذا شاهد الطفل رد فعل غاضبة من والديه، سيتكون عنده انطباع على ان الغضب تعد أفضل وسيلة لتوصيل مشاعر الاحباط التوتر الموجودة عنده. لذلك يجب ان يكونوا الوالدين قدوة جيدة لأبنائهم اذا كانوا يريدون أطفال ذو سلوك حسن. فلا يمكنك التصرف كيفما تشاء وتتوقع من طفلك ان يكون حسن السلوك.
0 Comments