تعليم الاطفال القراءة
ان تعليم الاطفال القراءة هي واحدة من اعظم المهام لدي. ولكن لأن معظم الاطفال لا يبدئون القراءة فعلياً الا في سن 6 سنوات(والتي هي اعلى من الفئة العمرية المستهدفة في مدونتي) لا اريد ان يشعر الاباء بالحرج لأنه بعد عمر 3 سنوات يحتاج الطفل بان يبدأ بالقراءة والتي معظم الاباء لا ينتبهون لذلك. كل ما اريد القول، ان المعلومات المشارة ادناه هي معلومات عامة لما هو مفيد للأطفال من جميع الاعمار. ما اذا كان طفلك مستعداً للقراءة ام لا، لا تطبق كل هذه الاستراتيجيات مرة واحدة، ولا يجب ان تتوقع من طفلك ان يكون قادر على القيام بكل شيء على الفور. بل هي عملية تدريجية وهذه المعلومات تعد بسيطة بالنسبة الك لكي تطبقيها عندما تشعري بان طفلك مستعد لذلك.
رجاءاً، عليكي ان تدركي ايضاً انه بالرغم من الاقتراحات ادناه التي مدونة “كخطوات الا انه ليس بالضرورة ان يكون من اجل التوالي ولا حتى انها مرتبة من حيث الاهمية. حيث ان المعلومات التي سوف تجدها هنا هي مجرد دليل لمساعدتك على رؤية كيف ان اساليب تعلم القراءة تتناسب معاً!
1_ اقرأ لطفلك
ان تعليم الاطفال القراءة هي عملية تبدا حقا منذ مرحلة الطفولة. (حتى اني من اشد المعارضين على طريقة تعليم الاطفال القراءة عن طريق استخدام البطاقات). ما اشد عليه واشجعكم على القيام به هو ان تبدا القراءة مع اطفالك الحديثي الولادة في غضون ايام ترحيبهم في المنزل! ليس لأنها تعد فترة الترابط بين الوالدين وابنهم فقط، بل ذلك يغرس في نفوسهم حب الكتب والقراءة. ويعد الشعور بالمتعة اثناء القراءة واحدة من اكبر مسببات نجاح الاطفال في القراءة في سن المدرسة. واذا لم يتعلم الاطفال الاستمتاع بالقراءة في سن مبكر، فإنه من المرجح بان يعيق ذلك قدرتهم بالنجاح في سلك هذا الطريق.
اما بخصوص كم كتاب تقرأ لطفلك، فهذا الامر متروك لك ولعائلتك . ولكن عليك ان تهدف الى قراءة 3 او4 كتب يومياً حتى في الوقت الذي يكون فيه طفلك صغير جداً. ويمكن عمل جلسات للقراءة لفترات طويلة من الزمن وجعل هذا هدفاً للأسرة للقراءة معا ما لا يقل عن 20 دقيقة كل يوم.
الك بعض الاقتراحات لأنواع الكتب التي يمكن قراءتها لطفلك، ولكن بكل الوسائل عليك بقراءة كل ما يستجيب له طفلك ويستمتع به.
في السنة الاولى، التهويدات، كتب ذات الصور البارزة، كتب الملابس، كتب الاغاني
في سن ما بين السنة الى 3 سنوات، كتب ذات القوافي، وكتب الاغاني، كتب القصص القصيرة
من سن 3 سنوات الى 5 سنوات، كتب الاحرف الابجدية، الكتب المصورة، كتب الاغاني
2_ طرح الاسئلة:
عملية طرح الاسئلة اثناء القراءة لطفلك ليست فقط ممتازة لتشجيع طفلك على التفاعل مع الكتاب، بل ايضا طريقة فعالة للغاية في تطوير قدرتهم على فهم ما يُقرأ لهم. فكما ترى اذا كان هدفنا الاساسي في القراءة هو جعل اطفالنا يتعرفون فقط على الكلمات، فإنه قد غاب عنا الطريق تماما. حتى الاطفال القادرين على فك شفرة الكلمات والقراءة بطلاقة قد لا يكونوا قادرين على فهم ما يقرؤونه. فإذا كان الطفل غير قادر على استيعاب ما يقرأ، فإنه لم يعد هناك اية هدف اساسي من القراءة على الاطلاق.
بينما يكون طفللك صغير جداً اسأليه اسئلة مثل “هل ترى القط؟” بينما تشيري الى القط الذي في الصورة. بهذه الطريقة ليس فقط يطور من مفرداته اللغوية، ولكن يشجعه على التفاعل مع الكتاب الذي يقرأه . وعندما يتقدم بالعمر اطلب منه ان يشير بنفسه الى الاشياء التي في الكتاب واصدري صوت الحيوان الذي يراه.
واذا كان اطفالك ما بين 2 أو 3 سنوات من العمر، عليك ان تبدأ طرح الاسئلة قبل وأثناء وبعد قراءة الكتاب. أري طفلك غلاف الكتاب وسأليه ماذا يعقد انه سيكون (التنبؤ). واثناء القراءة، اطلب منه بأن يفكر ماذا سيحدث بعد ذلك أو لماذا يعتقد بأن تلك شخصية تعتبر شخصية مميزة (استنتاج). اذا كان الشخصية تجسد عاطفة قوية، قم بتحديد تلك العاطفة واطلب من طفلك اذا كان قد شعر بذلك من قبل (ربط). وفي نهاية الكتاب، اسأليه اذا جاءت توقعاته صحيحة واخيرا اطلبي منه ان يحكي لك ما يتذكره من احداث (تلخيص).
3_ كن مثالاً للقارئ الجيد:
حتى لو كان طفلك مفتوناً بالكتب منذ سن مبكر، فإن اعجابه سيتضاءل بسرعة اذا لم يرى هناك ممارسة للقراءة في المنزل. اذا لم تكن نفسك متعطشة للقراءة، فعليك ان تبذل جهداً واعياً لتدع اطفالك يروك تقرأ على الاقل بضع دقائق كل يوم! قراءة مجلة، كتاب طبخ، رواية، او قراءة القران… والامر متروك لك! ولكن بين لطفلك ان القراءة هي شيء حتى البالغين يحتاجون للقيام به. فإذا لديك ابن شاركي هذا المقال مع زوجك حيث ان الابناء يحتاجون لرؤية ابائهم يقرأون.
كآباء، فإنه يجب ان تكون على دراية لما يجب ان يفعلونه اطفالنا بالضبط ليكون ناجحاً. ولكن كثيراً ما ننسى ان الاطفال كثيراً ما يتعلم بالقدوة. الحصول على كتاب او تحميله يكون من اجل طفلك بالطبع.
4_ حددي الاحرف ضمن الوسط المحيط بك:
قبل ان يولد طفلك، ارسمي حروف خشبية ضخمة تهجي اسماء اطفالك وعلقيها كزينة في غرف نومهم. وربما لن تخمني ان تلك الحروف الخشبية ستكون حافزاً للتعلم عند الاخ الاكبر، حيث انه حوالي سن 2.5 سيبدأ يسأل عن تلك الحروف المعلقة. وهذا صدقاً سيعلمه كيف يبدا بتهجئة اسمه.. وانه يمكن تهجئة اسم اخيه كذلك لأنه اصبح مهتم بتلك الاحرف. وهذا ما يمسى من الناحية التقنية ب” الطباعة البيئية” ويشمل كل الطبائع التي تحيط بنا مثل علامات الطعام، الملصقات، اشارات المرور والملابس والمجلات وما الى غير ذلك.
في كثير من الاحيان يريد الاهالي اجبار اطفالهم على تعلم اسماء الاحرف في سن معين فيشترون البطاقات التعليمية او اقراص الفيديو الرقمية بدعوى تعليمهم الاحرف. لا تتبعي تلك الطريقة.. دعي طفلك بان يكون طفلاً واستغلي الفرص قابلية الطفل للتعليم لأنها تأتي سريعاً. عقول الاطفال مثل الاسفنج وقادرة على حفظ الحروف الابجدية بسرعة، ولكن هذا ليس الاسلوب الاكثر فعالية التي من شانها تجعل الطفل ينتج افضل ما لديه على المدى الطويل. سيكون طفلك في البداية يظهر انطباعا غريبا لكل ما يراه حوله وسيبدأ بالأسئلة، فهذه فرصتك للقفز الى التطبيق العملي والتي في الواقع لها معنى حقيقي واهمية كبيرة لطفلك.
لا تسيئوا الفهم وتعتقدوا اني لا ارى ان تعلم الابجدية مهم بالطبع انه مهم جداً… ولكن الطريقة التي تتخذها بالتعليم هي الاهم، تذكري دائما ان هدفك الاساسي هو التشجيع على التعلم مدى الحياة على حب القراءة وليس على الحفظ بدون اي اهمية
5_ دمج مجالات متعددة لتطوير المهارات:
يتعلمون الاطفال بشكل افضل عندما يشمل التعليم جميع الحواس او مناطق التنمية المتعددة. لهذا السبب يتيح التدريب العملي على التعلم الحفظ والتطبيق بشكل اكثر وضوحاً. فعندما يظهر طفلك اهتماماً لحرف معين عليك الاستفادة من التعلم بصورة طبيعية لتعريف هذه الاحرف. وابدأ بتنفيذ الانشطة التي تتضمن العديد من الحواس قدر الامكان، ضعي في عين الاعتبار ان تعلم اسماء الاحرف لا تقل اهمية عن تعلم اصواتها.
وهناك عدد كبير من الطرق لدمج مجالات متعددة للتنمية في ما يخص تعلم الحروف ومهارات القراءة في سن مبكر. حيث تسمح الحروف الابجدية ان يتعلم الطفل شكل الحرف وصوته. عليك بالاستفادة من جميع المهارات الحركية في عملية القطع، الالتصاق والأبداع دعيه يلعب الالعاب التي تحتوي على المهارات الحركية (مثل رمي اكياس القماش على الحرف المناسب). وبالطبع كل طفل يحب الاغاني والقوافي، استغلي كل نقاط قوة اطفالك ومجالات اهتماماتهم لصالحهم.
0 Comments