سبعة طرق لتُعزز ثقتك بحدسك (حتى لو كنت تعتقد بأنه ليس لديك حدس)
يخوض المعظم في الحديث عن الحدس، ولكن لا يدرك جميعهم متى يمتلكون تلك الإشارات أو الومضات الحدسية. سواء كنت تسميها الاستماع إلى صوتك الداخلي، أو إرهاف السمع لغريزتك الحسية، أو اتباع إحساسك، يُعد مدى فهمك لإيلاء المزيد من التركيز والاهتمام بمعرفتك الفطرية مهارة حيوية ترتقي بك لتحقق مزيداً من النجاح في أعمالك وفي حياتك بشكل عام.
في الواقع، امتن الكثير ممن حققوا نجاحات باهرة في حياتهم، مثل ستيف جوبز، ريتشارد برانسون، وأوبرا وينفري للحظات تُسمى (لحظات الأها) ولقواهم الحدسية.
لحظة (الأها): هي لحظة يعتريها الإدراك المفاجئ، الإلهام، البصيرة، والتعرف على وفهم إحساس معين.
وقال ألبرت أينشتاين أن الحدس هو أغلى ما نملك، وهو من أكثر الحواس غير المستخدمة عندنا.
عزيزي القارئ، قد تعتقد بعدم امتلاكك لتلك المَلَكة البديهية، لكن هذا ليس صحيحاً. جميعنا مُزود بالطاقة الحدسية. فالحدس يُشكل الجزء الأكبر من وظيفتنا البيولوجية الطبيعية. يمتلك كل شخص منا منطقة “الإحساس” بما هو جدير بالاهتمام ويُحقق مصلحتنا. ولا بد من أنك تتوق لمعرفة كيفية الاستفادة من قوة حدسك اللامحدودة، ولكنك لا تعرف كيف.
إليك 7 طرق مفيدة لتتسلل إلى أعماقك وتُرهف السمع ملياً…
أولا: انتبه لردود الفعل الخاصة بجسدك
هل سبق وأن شعرت بشعور غريب يجتاح معدتك؟ ربما قشعريرة؟ هل تعرضت لبعض الاستجابات الفسيولوجية، مثل الغثيان، ضيق في التنفس، السعال، أو الصداع؟
جسمك ما هو إلا وسيلة تواصل حدسية بشكل يُثير الانبهار. وجود ما يُدعى ” الشعور الغريزي” الذي يعكسه جسمك لم يكن محض صدفة. إذا واجهت أفكاراً مُزعجة، أو مشاعر شك، أو القلق، أو الفضول، أو التعجب من موقف أو حالة معينة، فلك كامل الحرية لأن تتبعها وتعرف إلى أين ستقودك. الاستماع إلى إشارات جسمك الخفية هو جزء هام من عملية الاستماع لإحساساتك البديهية أو لنقل الحدسية.
ثانياً: تأمل ثم تأمل أكثر…
أغلق بابك، واقفل هاتفك، وأغلق كمبيوترك. واستغرق بعضاً من الوقت لتتنفس بعمق ولتعطي جسمك فرصة الاسترخاء. التأمل هو أحد أكثر الممارسات نفعاً، لذلك أرى أنه يتوجب على كل إنسان هنا اغتنام الفرصة لممارسته. فالسبب الرئيسي لعدم استماعنا أو انتباهنا لوجود الحدس، هو أن عقولنا تشبه آلة متعددة الاستخدامات تعمل بجنون دون توقف.
فتطهير عقلك من الأفكار والمخاوف المتكررة التي لا تسمن ولا تغني هي من أفضل الوسائل التي تُمكنك من الاستماع لصوتك الداخلي. ومع التأمل، سترى نفسك تغوص في سيل من الأفكار ينساب في عقلك، فدعها تتجول بحرية تامة، وسلّم نفسك لما تطرحه عليك من حلول. لا تُجبر عقلك وقلبك على شيء.
ثالثاً: استفت حكمتك الداخلية للحصول على نصائح وإرشادات…
بغض النظر عن اسمها، إشارات من الحياة أو من الله، أو الوعي الفطري، جميعنا لديه تذكرة دخول إلى مصدر لامحدود من الحكمة. بناءً على ذلك، إذا وجدت نفسك عالقاً في حالة معينة، ببساطة اطلب الإرشاد، وهناك من يدعوه (طلب الهدى). اطرح سؤالاً على نفسك، ثم اولي كامل اهتمامك للإشارات التي قد تتوالى. حاول أن تكون متقبلاً متفتحاً.
أحياناً، قد تطرح أسئلة وجودية على نفسك، على سبيل المثال، “لماذا أنا هنا؟” “ما الفائدة المرجوة من وجودي وما هي الرسالة التي سأنقلها للآخرين في هذه الحياة؟”، حاول بعدها أن تتلقى أي إشارات أو ومضات فقد تكون الإجابة.
رابعاً: استشعر اهتزازاتك الفكرية والحدسية
تُؤثر أي فكرة أو كلمة تلج إلى رأسك أو تخرج من فمك على العالم من حولك وعلى عالمك الداخلي كذلك. جميع افكارك أو مشاعرك لديها نسبة تذبذب معينة يُمكن قياسها. عن طريق تعلم استشعار تلك الذبذبات والتغيرات ستكون حقاً قادراً على التواصل مع منبع الحكمة في أعماقك. فالأشخاص الذين يتحدثون بصراحة عن تجارب اهتزازاتهم الفكرية والحدسية نجحوا في التواصل بانتظام.
خامساً: توقف لبرهة
جلوسك في مكتبك ومحاولاتك الحثيثة لحل معضلة في مشروعك لن يُمكنك من تشغيل نظامك الحدسي. لكن ابتعادك عن كمبيوترك، وخروجك من المكتب لتقوم بشيء ليس له أي علاقة بالعمل سيساعدك علي الاستماع لقدراتك الحسية.
اشتهر ستيف جوبز بسيره لمسافات طويلة عندما يواجه مشكلة صعبة وذلك للحصول على لحظة وضوح صافية تماماً. وكأنّ لحظة الوضوح كانت بالنسبة له بمثابة نفحة من الإلهام. لذلك، عندما تتعرض لموقف شبيه، خذ قسطاً من الراحة، اقفز، ارقص، أو قم بالجري أو المشي لمسافات طويلة لتحصل على لحظتك أيضاً.
سادساً: التفت إلى أحلامك ولا تهملها…
يعتبر الحدس لغة الأحلام. فقد أظهرت العديد من الدراسات أنه أثناء الحلم، يُبدع المخ في إيجاد حلول خلّاقة للمشكلات، والتي يُمكن بكل جدية مساعدتك على اختيار الحل الأمثل بعد الاستيقاظ. قبل أن تذهب للنوم كل ليلة، فكّر ملياً بالأسئلة والقضايا التي لم تعثر على حلول لها بعد واطرح أسئلة مباشرة: “كيف يمكنني حل هذه المشكلة؟”
حاول أن تستدعي جميع الاحتمالات المختلفة، وهذا سيُثير خيالك ويُحفز اللاوعي لتزويدك بحلول مُجدية أثناء نومك. إذا كنت متفهماً ومستشعراً لأحلامك، ستحصل على الكثير من المعلومات والنصائح التي تنفعك في كيفية العيش. قد تأتي الإجابة على شكل رسائل معينة في الحلم. لا تُهملها.
سابعاً: دوّن ملاحظاتك وتجاربك الحدسية
يجلب التأمل، والأحلام، والسير لمسافات طويلة الكثير من الأفكار والمشاعر، لذلك، من الجيد تتبع جميع الأفكار والمشاعر والتجارب الحدسية التي خضتها. دوّن أسئلتك واستفساراتك، وتنفس بعمق، وحضّر نفسك روحياً للتواصل مع منبع حكمتك الداخلي. وافسح المجال لتكتب ما يخطر في بالك.
عند تعرضك لموقف تتردد فيه في اتخاذ قرار معين، التقط قلماً وورقاً ودع الكلمات تنساب منك بكل سلاسة. أضف تعليقاتك على الموقف، وتوّسع في التعبير عنه، واستدعي تلك المشاعر وتقبلها، ثم خذ بعين الاعتبار الرؤية الكلية للموقف. من خلال تدوينك المستمر لأفكارك ومشاعرك، سيتكون لديك حافز قوي وفعلي لتزيل الحواجز ولتنصاع لصوتك الداخلي ولتتركه يقود الطريق.
الحدس هو مرشدك الداخلي. إذا لا تود الاستماع له، فأنت لا تستخدم قدراتك الطبيعية كاملةً. يطلق الحدس العنان لخيالك وإبداعك، ويسهل تواصلك مع مقدرة اللاوعي واتخاذك لقرارات تكاملية أفضل. تطويرك لحدسك الداخلي هو تماماً كتعلمك واكتسابك لأي مهارة جديدة. وكلما كثّفت الممارسة، كلما كان اداؤك أفضل. لذلك، تحلّى بالصبر، فالنتائج لا تُؤتي ثمارها سريعاً. كتدريبك وبنائك لأي عضلة، ابدأ ببطء وتدريجياً كوّن “عضلتك الحدسية” واستمع ملياً.
المرجع: www.pickthebrain.com
0 Comments