كيفية بناء الشخصية في البيئة المدرسية

بناء الشخصية

المدرسة ليست فقط مكان لتعليم العلوم المختلفة، لكن من الممكن تصميمها لتكون منصةً علمية مفيدة  في بناء الشخصية وبلورة الطلاب ليصبحوا أشخاصاً يافعين في المستقبل. فينبغي على المدرسة أن تُكوّن صورة مثالية للمجتمع المصغر، وأن تعكس الأخلاق الحميدة كالاحترام، الطيبة، والتعاطف بين مرتاديها. فالطلاب يلاحظون طريقة تعامل معلميهم في البيئة الصفية وحتى المدرسية، وينتبهون لطريقة تحدثهم، أو تغلبهم على التحديات. وسيتأثرون بهذا شعورياً أو لا شعورياً.

لذلك يجب العمل على تطويع البيئة الصفية والمدرسية مسبقاً للمساهمة في بناء الشخصية للطلاب. تفاعل الطلاب في كلا البيئتين التي تعد إحداهما جزءً من الأخرى سيمكنهم من تبني تصرفات معينة ومبادئ وسلوكيات أخلاقية محببة. وهذه النصائح السبعة ستساعد في بناء الشخصية في البيئة الصفية وكذا المدرسية:

ركائز الشخصية

من المعروف غالباً أنه يمكن قياس الشخصية بالأمور التي يقبل الشخص على فعلها حين لا يوجد من يطلع عليه. فالشخصية الحقيقية هي التي تتوافق بين ما تبطنه وما تظهره، حيث يكون التصرف الإيجابي تلقائي. ومن ركائز الشخصية الأساسية: الإخلاص، الإحساس بالمسؤولية، الاحترام، الاهتمام، العدل، الأمانة، الاجتهاد والنزاهة.

ومن أفضل الطرق لغرس هذه الركائز في نفوس الطلاب اختيار ركيزة واحدة منها كل الشهر والتركيز عليها. يستطيع المعلم تعيين أنشطة إبداعية للطلاب للاستطراد في الكتابة والتحدث عنها. ويمكنك أن تسأل الطلاب عن تعريفهم ووجهة نظرهم الخاصة بهذا المبدأ، ومن ثم تدوين أفكار جميع الطلاب حتى تصلوا معاً إلى تعريف جامع مقنع. يساعد التركيز على ركيزة محددة كل شهر على رفع مستوى الإدراك بالسمات الشخصية المطلوبة منهم للتميز بهذه الصفة. ويمكنك اقتراح كتاب ما أو قصة قصيرة تراها تجسد الركيزة المعينة في هذا الشهر، ومن ثم تدعهم يعبروا عن انطباعهم عن الكتاب أو كتابة فقرة قصيرة عن رأيهم به.

وضع القوانين الخاصة لإدارة طلابك

يعد وضع القوانين المناسبة لطلابك إحدى المسؤوليات الملقاة على عاتقك. لذلك، ضع قوانين واضحة يسهل على الطلاب فهمها والالتزام بها. أخبر الطلاب مباشرةً ماذا تتوقع منهم، وما ليس متقبلاً منهم. وناقش معهم القوانين، وما الأسباب الكامنة وراء وضعها  وكيف تساهم هذه القوانين في تطوير شخصياتهم ليطبقها الطلاب عن قناعة ورضاً تامين. وتأكد من كونك قدوةً حسنةً لهم. فكونك منظماً، أنيقاً، ملتزماً، ومحترماً لهم وللآخرين سيجعلك مثلاً يُحتذى به في أعينهم.

يمكنك أيضاً أن تُشرك طلابك في اقتراح المزيد من القوانين. كن إيجابياً، واثني على الطلاب الذين يلتزمون بنصائحك ويطبقون القوانين ويعكسون شخصية جيدة. وكن حليماً لتفهم الطلاب غير الملتزمين وأن تمشي معهم خطوةً خطوة لتحسن من طريقة تعاملهم وتزيد من منسوب التزامهم.

التمسك بالاحترام

يجب أن تُبنى بيئتك الصفية على أساس متين من الاحترام. فاحترام الذات واحترام الآخرين هما مقدمة أساسية لاكتساب جميع السمات الشخصية الإيجابية الأخرى. ويتوجب عليك محاربة السلبية والعدائية والاستخفاف بالآخرين بكل ما أوتيت من قوة، ولا تتهاون بالتعامل معها. وركّز على أهمية احترام الآخرين والزملاء بشتى الوسائل، وأهمها كونك قدوة.

التأسيس لبيئة يكتنفها حس الاهتمام والرعاية

لن يتكون لدى الطلاب حس الاهتمام والرعاية إلا إذا كانت السياسة المتبعة من المعلم غير متهاونة مع أولئك الذين يؤذون زملاءهم أو يعتدون عليهم لفظياً أو جسدياً. واحرص على أن يشترك جميع الطلاب في كافة الأنشطة، وأكّد على جدوى الطيبة والعطف والشعور بالآخرين، وكافئ الذين يتسمون بهذه الصفات ليتجذر الميل لدى الآخرين للاتسام بها.

أهمية التطوع

علّم طلابك أهمية التطوع في حياتهم سواء العلمية أو العملية، حيث تجبل النفس البشرية على حب الخير والعطاء. علاوةً على ذلك، أسّس لبرامج تطوعية في صفك وفي المدرسة كذلك. دعهم يشاركوا في مساعدة الطلاب الأصغر في حل واجباتهم والقراءة، أو للمشاركة في تنظيف المدرسة  أو ترتيب المختبرات، أو في مساعدة زملاءهم الذين يعانون من مشاكل صحية أو تعرضوا لوعكات في أيام سابقة.

تضمينك لهذه النصائح واستخدام هذه الوسائل سيكون مجدياً في بناء الشخصية لطلابك، وسيساعدهم أن يكونوا أشخاصاً يُعول عليهم في المستقبل.

ودمتم بعافية…

المرجع: education.cu-portland.edu