الكثير منا يشعر بالخجل، تجاه المواقف، وفي كثير من الأحيان لا نستطيع الخروج من هذا الشعور، فيكون الخجل مثلاً من الظهور أمام الناس، ومن الحديث، وغيرها من الأمور التي تُسبب لنا الخجل والارتباك، ولكن درجة الخجل تتفاوت بين الناس من خجل كبير إلى أقل، ولكن الكل يفضل أن يُجاهد هذا الشعور ويتخلص منه شيئاً فشيئاً. وبالطبع الأمر لا يمكن حله بين عشية وضحاها فهو يحتاج إلى وقت كي نستطيع الخروج من هذه القوقعة.
كيف تتغلب على الخجل؟
أولاً: فهم خجلك
يعني فهم خجلك أن تتأمل مصدر خجلك، وما هي الأمور التي تُشعرك بالارتباك، وهل هذه الأمور تدّعي أن تخجل منها حقاً، وهل مصدر خجلك يعود لخلل في شخصيتك، أو تجاه موقف تعرضت له سابقاً وأثّر عليك بشكل سلبي.
ثانياً: العثور على نقاط قوتك
لدى الجميع نقاط قوة، ولكن في كثير من الأحيان لا نستطيع معرفتها، أو قد نكون مُترددين في إظهارها لقلة الثقة، ولكن الحل الأمثل للتغلب على الخجل هو الثقة بنقاط القوة ومُحاولة إظهارها والعمل على تقويتها، حيث أن هذا الأمر سيكسر فيك حاجز الخوف والرهبة ويجعلك شخصاً قوياً وتتمتع بقدرٍ كافٍ من الشجاعة والقوة.
ثالثاً: تعلّم أن تُحب نفسك
كي تستطيع أن تتغلب على خجلك، وتستطيع أن تظهر أمام النّاس بكل ثقة، ثق أولاً بنفسك وحاول أن تُحبها، وتستطيع أن تحب نفسك بأن تحاول فهمها ومعرفتها أولاً، ثمّ مُحاولة الشعور بالامتنان لكل ما تمتلكه ولكل ما يُشعرِك بالتميز والرضا.
رابعاً: لا تُقارن نفسك بالآخرين
كلما قارنت نفسك بالآخرين، شعرت بأنك أضعف، وأنّك لا تستطيع أن ترقى بنفسك لمُستوى يمنعك من الخجل، لذلك توقّف عن مُقارنة نفسك بغيرك، واعلم جيداً أن لكلٍ منّا نقاط قوة وضعف، ولكن الفارق أن غيرك واثق بنفسه وبقدراته، ونجح بأن يسيطر على خجله وارتباكه.
خامساً: تحدّى نفسك
حاول التركيز على إنجازاتك، وكل مشاريعك الصغيرة الناجحة، واعتبرها خطوة للتغلب على خجلك، وذلك لأنك تمتلك نجاحات وقد تكون أفضل من غيرك، ولا يُوجد داعي لأن تبقى تنظر إلى نفسك بعين تُقلل فيها من ذاتك وتستصغرها، الأمر الذي سيدفعك للشعور بالقوة ويُقلل من خجلك بشكل تلقائي.
سادساً: واجِه المواقف المحرجة
إذا تعرضت لموقف جعلك تشعر بالخجل، لا تُحاول إظهار خجلك بالفعل، وحاول أن تُدرك نفسك، وتمتص هذا الشعور، وقُم بتحويل الموقف وكذلك تحويل شعورك بالخوف والخجل، بأن تبستم وتستكمل الحديث وكأن شيئاً لم يكن.
سابعاً: تقبّل الرفض والنقد
يجب أن تُدرك جيداً أن لا أحد كامل ولا أحد خالي من العيوب والتناقضات، وأيضاً ستضطر وفي كثير من الأحيان أن تتعرض للنقد وأيضاً تتعرض للرفض، لذلك يجب أن تعلم أنّ هذين الأمرين أمور اعتيادية ويُمكنها أن تحدث، لهذا يجب أن لا تخجل بل حاول أن تستمع للنقد وتتقبّل الرفض، حتى تستطيع أن تُطور من نفسك وتستفيد من كافة الأمور التي نقدتك، فتقوم باستغلال ما تَوّجه إليك من نقد لتُحسن من نفسك وتُنميها، بدلاً من أن تجعلها عائقاً أمامك ومصدراً للخجل.
ثامناً: مارِس المهارات الاجتماعية
تحتاج المهارات الاجتماعية كباقي المهارات لممارسة، وتحتاج لتطوير، ويُمكنك تطوير مهاراتك الاجتماعية من خلال الإقبال على الناس، وحب التعرف عليهم، والانخراط بالحياة الإجتماعية، وتكوين صداقات وعلاقات جديدة. كل هذه الأمور ستجعل منك شخصاً يُحب الظهور ولا تُربكه نظرات الآخرين إليه، وتُساعده بشكل كبير على التغلب على الخجل.
تاسعاً: سجّل نجاحاتك
بعد كل محاولاتك في التغلب على الخجل قُم بتسجيلها، كي تكون دافعاً لك في مُواصلة الأمر بإيجابية وحتى تكون مُتفاعلاً بشكل أكبر، وأيضاً، قُم بتخيل نفسك بمواقف أصعب وقد تعرضك للخجل بشكل أكبر، وتخيّل ما يُمكنك فعله وكيف يُمكنك ألا تكون خجولاً وأن تُواجه الموقف بكل شجاعة، وضع نفسك أيضاً بتلك المواقف وراقب نفسك وعلِّمها.
نتمنى عزيزي القارئ أن تكون قد حقّقت الفائدة المرجوة من المقال وتعرفت على كيفية التخلص من الخجل. وإذا كان لديك أي أفكار، سنبتهج لو شاركتنا إياها.
ودُمتم بعافية…