لدى الكثير منا العديد من المواهب التي قد يغفل عنها حيث يزعمون أنهم لا يمتلكون أي مواهب. أو أنهم لا يُجيدون تطويرها واضعين أمامهم كل العراقيل التي تحول بينهم وبين إبراز موهبتهم. لكن، عزيزي القارئ، ما عليك إلا أن تُفكر ملياً بما تحبه وبما تُجيده، وسخّر كل ما لديك من أجل تنمية ما لديك من مواهب ومهارات.
كيف تكتشف موهبتك وتُنميها؟
إن ما لديك من قدرات ومواهب أشبه بكنز مدفون بباطن الأرض، لا يمكنك استخراجه إلا إذا بحثت عنه، وكذلك مواهبك وقدراتك مدفونة بك ولا يُمكنك أن تراها إلا إذا بحثت عنها، بعد أن تبحث عنها، تُصبح جلية أمام عينيك.
أولاً: ابحث عن موهبتك في بادئ الأمر
لا يُمكن لموهبتك أن تظهر من تلقاء نفسها، بل تنتظر منك أن تتعرف عليها وأن تُفكر مع نفسك وتسألها ماذا أجيد أو ماذا أحب. مثلاً، لا يُمكنك اكتشاف موهبتك بالعزف على الجيتار إذا لم تحاول العزف واكتشاف الأمر بنفسك. وكذلك بالنسبة لباقي المواهب سواء الكتابة أو الغناء ولعب كرة القدم. وكذلك يجب أن تجد قدراتك الطبيعية، والمهارات التي تمتلكها حتى تحاول فيما بعد تطويرها وصقلها لتصبح موهبة عن علم وخبرة.
ثانياً: جِد ما تُحب أن تفعله حقاً
اسأل نفسك ما الشيء الذي كنت ترغب بممارسته في طفولتك، وما الشيء الذي تحب أن تفعله، وما النشاطات التي كنت تقوم بممارستها في المدرسة، وقيّم مهاراتك ومواهبك بناءً على إجابات هذه الأسئلة. ثم تمعّن بنقاط القوة والضعف لديك وكيف يُمكن تطوير ما لديك من نقاط قوة حتى يسهل عليك الأمر، وحتى تستطيع تطوير مهاراتك بشكل إيجابي.
ثالثاً: حدّد أهدافك
أظهرت العديد من الدراسات، أن كتابة الأهداف تجعل فرصة تحقيقها أعلى، لذلك قُم بكتابة كافة أهدافك، حتى تُرغم نفسك أن تتصل مع هذا الهدف، وتُصبح أكثر حماساً ولا يُقصد بكتابة الأهداف مجرد سردها على الورق، ولكن يُقصد بها التخطيط لهذه الأهداف، مثلاً التخطيط لتنمية المهارات المرتبطة بالعزف، قُم بوضع خطية معينة وبفترة زمنية معينة تُوضحّ كيف ومتى يمكنك تعلم العزف، وهكذا بالنسبة لباقي المهارات.
رابعاً: ابدأ بالتعلم
ابدأ باتخاذ خطوات حقيقية نحو التعلم، حدد مهاراتك وحدّد ماذا تريد أن تتعلم، ثم ابدأ بوضع خطط للتعلم، وابحث عن كل طرق التعلم، وعن الأشخاص الذين قد يساعدونك في التعلم، ثم ابحث عن النّهج التعليمي الذي يُناسبك في تطوير مواهبك ومهاراتك وابدأ بإتباعه، وابحث عن الأسلوب الذي يُناسبك بالتعلم ويُناسب الموهبة التي تُريد تطويرها.
خامساً: ابدأ بالتدرُّب
بعد أن تُحدد مهاراتك ومواهبك، وتقوم بإعداد خطة للبدء في التعلم، أو أنك بالفعل قد بدأت بالتعلم، ابدأ بالتدرب والممارسة فمرحلة الممارسة تُعد أهم مراحل تنمية المواهب والمهارات، وهي التي تُكسبك الخبرة الازمة، وتمنحك الفرصة للتعرف على نقاط قوتك وضعفك في تطوير موهبة ما. لذلك مارس وتدرّب بشكل جيد من أجل تطوير مهاراتك ومواهبك، وحدّد ساعتين يومياً للقيام بذلك.
سادساً: تحدّى نفسك
كي تستطيع أن تُثابر، وأن تُواصل الطريق الذي رسمته، تحدّى نفسك بمعنى أن تضع هدفاً تُريد الوصول إليه خلال فترة معينة، فلو قُمت بتحدي نفسك ستكون أكثر شجاعة في الاستمرار وستكونَ أكثر حماساً في تطوير ما لديك، لأنك بالفعل تُريد أن تصل إلى مرحلة معينة تشعر فيها بالرضى عن كل ما فعلت، لذلك تحدّى نفسك.
سابعاً: تواصل مع من يُشاركك الاهتمام والموهبة
كما يُقال: “لا يشحذ الحديد إلا الحديد”، لذلك شخص موهوب واحد يشحذ الآخر، وهذا يُعتبر الأهم في تطوير الموهبة، ومن الجيّد أن تُحيط نفسك بمجموعة من الموهوبين والمُهتمين بمجال اهتمامك، لتكون مُطلّعاً على أساليب تختلف عن أساليبك فتتعلم منها إن كانت ستُسهّل عليك الأمر، ولتكون مُتابعاً للطرق التي يتبّعونها لتطوير مواهبهم وتتعلمها وتتخذها مرجعاً يُساعدك في تطوير مواهبك وقدراتك.
ثامناً: عليك أن تُؤمن بنفسك
كي تستطيع أن تستمر كن واثقاً بنفسك وبقدراتك، حتى تستطيع المضي في طريق تطوير الذات، وابتعد عن هاجس الفشل والخوف منه، ولا تجعله عقبة أمامك تُثبّط آمالك، تخطّى الخوف واعترف بنفسك وبقدراتك.
نتمنى عزيزي القارئ أن تكون قد حقّقت الفائدة المرجوة من المقال بتعرفك على كيفية اكتشاف موهبتك وتنميتها.
ودُمتم بعافية…