لا ينجح كثير منَّا في اكتشاف زيف وخداع من حولهم، ولا يُفرقون بسهولة بين الكاذب والصريح. لذلك عزيزي القارئ سنعرض لك اليوم بعض الإشارات التي تساعدك كيف تكشف أن شخصاً ما يكذب ، وذلك بناء على دراسة أجرتها الدكتورة ليان تين برينك، وهي طبيبة نفسية في كلية هاس لإدارة الأعمال في جامعة كاليفورنيا في بيركلي. وتُشير الدراسة أن فطرتنا وحدسنا يميل إلى كشف زيف أو صدق الشخص المُتحدِّث، لكن عقولنا تودي بنا بالفشل أحياناً. ولحسن الحظ، يوجد بعض العلامات التي يُمكننا ملاحظتها وستقودنا إلى كشف كذب الشخص المتكلم. وتقول الدكتورة ليليان غلاس، المحللة السلوكية وخبيرة لغة الجسد التي عملت مع مكتب التحقيقات الفيدرالي، أنه عند محاولتك كشف ما إذا كان شخصاً يكذب، ينبغي أن تعرف كيف يتصرف هذا الشخص على طبيعته أولاً، بعد ذلك، عليك أن تُولي مزيداً من الاهتمام لتعبيرات الوجه، ولغة الجسد، وأنماط الكلام.
وإليك عزيزي القارئ بعض هذه العلامات:
أولاً: يُغير الكاذب وضعية رأسه مباشرة
إذا لاحظت أن شخصاً ما غيّر وضعية رأسه بشكل مفاجئ عند توجيهك سؤالاً مباشراً له، فإن احتمالية كذبه عليك كبيرة. حيث تقول غلاس: “سيتم سحب الرأس أو انحنائه أو إمالته إلى الجنب” وذلك قبل أن يجيب الشخص مباشرة على سؤالك الذي وجّهته له.”
ثانياً: تتغير طريقة تنفس الكاذب
عندما يكذب شخص عليك، ستتغير طريقة تنفسه ويصبح نفسه ثقيلاً، حيث يُؤكد غلاس أنّ هذا رد فعل انعكاسي من الكاذب. وعندما تتغير طريقة تنفس الكاذب، فإنه سيميل إلى رفع أكتافه قليلاً وصوته سيصبح جافاً غالباً. وأضافت غلاس: “يتنفس الكاذب بطريقة غير اعتيادية نظراً لتغير ضربات القلب وتدفق الدم، وهذه الحالة يعاني منها من يشعر بالعصبية أو التوتر، أي غالباً عندما يكذب الشخص.”
ثالثاً: يقف الكاذب ثابتاً ولا يتحرك بشكل طبيعي
من الشائع أن الناس يتململون قليلاً عندما يشعرون بالتوتر، لكن تنصح الدكتورة غلاس بأن تُوجه مزيداً من الملاحظة نحو أولئك الذين يبدون جامدين عند توجيه الأسئلة إليهم، ولا يتحركون مُطلقاً. وأضافت: “أنه عند اندماجك في محادثة عادية، فأنت تميل بلا وعي إلى أن تتحرك حركات خفيفة وتسترخي. لكن إذا لاحظت شخصاً يبدو جامداً ولا يُظهر هذه التغيرات الطبيعية، فهذه علامة استفهام كبيرة حول طريقة تصرفه هكذا، وتشير إلى وجود خطب ما.”
رابعاً: يميل الكاذب إلى تكرار بعض العبارات والألفاظ
يكرر الكاذب بعض العبارات والألفاظ لأنه يريد إقناعك وإقناع نفسه بالوقت ذاته بالكذبة التي يحيكها ومدى جودتها وقابليتها للتصديق. كما أن التكرار يمنح الكاذب مزيداً من الوقت ليستجمع أفكاره ويحبك كذبته بشكل أفضل.
خامساً: يطرح الكاذب مزيداً من المعلومات الإضافية
عنما يميل الشخص لتزويدك بمزيد من التفاصيل والمعلومات، فمن المُرجح أنّ هذا الشخص يكذب عليك. ويُحاول أن يخفي كذبته بإبداء تفتحه وإقباله على الحديث معك وثقته بنفسه. فإذا وجّهت سؤالاً بشكلٍ مباشر لأحدهم، وردّ عليك بهذه الطريقة فهو غالباً يُخفي عنك شيئاً ويُريد تضليلك. لذلك، حاول التركيز معه على التفاصيل التي يذكرها ومدى توافقها مع بعضها البعض.
سادساً: يلمِس الكاذب فمه أو يُغطيه تماماً
يميل الكاذب إلى وضع يده فوق فمه كإشارة سريعة إلى عدم رغبته في الحديث أو التعامل مع قضية معينة. أي إنها إشارة لعدم رغبته في إبداء رأيه أو إخراج ما بجوفه بخصوص الموضع الذي تسأله عنه. كما أنها قد تكون إشارة إلى أن كلامه القادم لن يكون الحقيقة تماماً أو أنه لن يُظهرها كاملة.
سابعاً: يميل الكاذب بشكلٍ لا واعي إلى تغطية أعضاء معينة في جسمه
يميل الكاذب إلى تغطية الأجزاء من جسمه التي قد تُظهر ضعفه أو اضطرابه، كالحلق أو الصدر أو البطن. تقول غلاس: ” من واقع تجربتي في المحاكم، يُمكنني الحكم على الشاهد أو المتهم الذي يُخفي شيئاً ما أو يكذب عندما يحاول تغطية حلقه بيده أو عندما يضغط على بطنه.”
ثامناً: يُواجه الكاذب صعوبة في الحديث
تقول غلاس: “عند ملاحظة المتهمين المذنبين، ترى أنهم يُواجهون صعوبة في الحديث.” وهذا ينتج جراء زيادة نسبة جريان اللعاب في الفم نظراً للتوتر والعصبية التي تعتري الجسم. ويوجد إشارات متعلقة بالفم تدل على التوتر كعض أو زم الشفتين كثيراً أثناء الكلام.
تاسعاً: يميل الكاذب للتحديق في وجه المتحدث مباشرة دون أي رمشة
من الشائع أنّ الشخص الكاذب يحاول التملص من نظرات الأعين أو التواصل مع المُتحدث بالنظرات. ولكن معرفة الكاذب بهذا الأمر قد يجعله
0 Comments