جميعنا تحيط به المشاكل والضغوطات، ويَتعرض للقلق والتوتر بفعل هذه المشاكل، فهناك من يَقلق من المستقبل، وهناك من يَقلق من الحاضر نفسه بمشاكله وتعقيداته، وهناك من يَمتلك حياة ليست سهلة ومُيسرة، فيدخل في دوامة التوتر والقلق لأنه يشعر بالخوف ولا يَستطيع التخلص من هذا الشعور، ولكن لو فَكر بمنطق أكثر بقليل وتعامل مع الأمور ببساطة، سيشعر بأن ليس هناك داعي للقلق.
كيف تَتخلص من القلق وتَبدأ حياتك؟
أولاً: خُذ نفساً عميقاً
التنفس العميق هو تقنية فعّالة لتَقليل القلق لأنه يُساعد في استرخاء الجسم. عندما تتنفس بعمق فإنك تُرسل رسالة إلى دماغك للاسترخاء والهدوء، وكذلك يُساعد التنفس في تخفيض مستوى هرمون التوتر. التنفس العميق يجب أن يكون بطيئاً، ويتم عن طريق الأنف وليس الفم، وكذلك يجب أن تتنفس من البطن وليس فقط من الصدر، لذلك يجب أن تأخذ نفس عميق يدوم من 3-5 ثواني في الشهيق وكذلك نفس عميق يدوم من 3-5 ثواني في الزفير، وكرِّر عملية التنفس العميق 3-4 مرات يومياً، حيث يُؤثر التنفس العميق على صحتك الجسدية والعقلية بشكل إيجابي.
ثانياً: تَقبَّل شعور القلق
تذكر أن القلق هو مجرد شعور كأي شعور آخر، فهو عبارة عن ردة فعل عاطفية لذلك يجب عليك تَقبل الأمر بالبداية وتقبل شعور القلق ولكن ليس بمعنى الخضوع والاستسلام لذلك الشعور، ولكن بمعنى التعامل مع هذا الشعور بشكل إيجابي وكيف تستطيع أن تخفف من حدته ومن سلبيته.
ثالثاً: قَيِّم أفكارك
عندما تَشعر بالقلق فإن عقلك يبدأ برصد كل الاحتمالات الممكنة وغير الممكنة، وتبدأ بوضع الأفكار الغريبة واللامنطقية أيضاً والتي تتخذ القالب السلبي في أغلب الأحيان، لذلك تحرر من كل هذه الأفكار، وابتعد عن التشاؤم وعن تخيل أحداث لا يُمكنها بالواقع أن تحدث، وابدأ بسؤال نفسك. هل هذا القلق واقعي؟ وهل هذا الحدث يمكن أن يحدث، هل يمكنني التعامل مع ذلك، وماذا أفعل في أسوء الأحوال. كل هذه الأسئلة سوف تساعدك في تحليل الموقف بشكل منطقي وسوف تبتعد بشكل تلقائي عن تخيل الأحداث السيئة.
رابعاً: قُم بالتركيز على أنشطة مفيدة
لا تستسلم لشعور القلق ولا تجلس بشكل سلبي وتجعل نفسك رهينة هذا التفكير الذي لن يؤدي سوى للنيل من طاقتك ومن حياتك، لذلك فكِّر بأعمال إيجابية يمكنك القيام بها ويُمكنك من خلالها الاسترخاء والراحة والابتعاد عن التفكير والقلق بشكل أو بآخر. مثلاً، بإمكانك ممارسة التمارين الرياضية، المشي أو غيرها من الرياضات التي تُساعد في التخفيف عن النفس وعن الخروج من دائرة القلق.
خامساً: حَاول أن تُشغِّل نفسك
قد قال الإمام الشافعي رحمه الله “إذا لم تشغل نفسك بالحق شغلتك بالباطل” لذلك لا تترك نفسك للفراغ كي لا تقع في مكيدة التوتر وتبدأ بجذب أفكارك السلبية إليك، لذلك اشغل نفسك بكل ما هو مفيد حتى تستطيع أن تكتسب ثقة أكبر بنفسك، فتكون أكثر قوة وأكثر تحملاً للأحداث السلبية التي قد تَمر بها.
سادساً: لا تَظل عالقاً بالماضي
مهما حدث قدر الله وما شاء فعل، لذلك ما حصل في الماضي لا تستطيع وبكل الطرق تغييره، فلما تظل تُفكر به وتشعر بالقلق والتوتر إزاء ذلك الماضي، ما يمكنك فعله فقط هو أخذ الدروس والعبر منه ومحاولة التعلم على قدر الإمكان. وما عليك سوى التركيز بالحاضر وتأمل المستقبل، ولا تلتفت للماضي وتُرهق نفسك بالتفكير به.
سابعاً: حاوِل الابتعاد عن العُزلة قدر الإمكان
عندما تقع بمُشكلة ما أو تُصاب بالقلق نتيجة لحدوث أمر ما، تجنّب العزلة والاختلاء بنفسك بعيداً عن الناس، ولكن حاول أن تقوم بالعكس. تواصَل مع الناس وقُم أيضاً بالخروج مع أصدقائك وأقاربك حيث أن الحديث يُمكنه تفريغ ما بداخلك من توتر وقلق، ويُمكنه أيضاً أن يجد لك الحلول المُمكنة لمشكلتك.
ثامناً: الرضا بالقضاء
إن الرضا بالقضاء من أهم الأمور التي ستُساعد في التخلص من القلق والتوتر، حيث أن الرضا قناعة واطمئنان بأن كل ما حدث، وأن كل ما يُمكن أيضاً أن يحدث بالمستقبل هو بيد الله، والله لا يأتي إلا بالخير، لذلك هذا سيُولد لديك ايمان عميق بأن ليس لجزعك أو خوفك قيمة، ولكن ما يُمكنك أن تفعله هو تعليق قلبك بالدعاء لله، فإن بكل الأحوال لن تخسر وسوف تكون بقرب من بيده الخير كله.
0 Comments