الكتابة ذلك العالم الواسع، العالم الكبير ، الذي يُجبرك على استكشافه بحُب وبِشغف. الكتابة فن وإبداع وليس مجرد قلم تَُمسكه، أو مجرد خربشات على الورق، بل تتطلب الكتابة القراءة والبحث والتفكير، وكذلك يجب أن تَمتلك أسلوباً بالكتابة ومعرفة بقواعدها كي تَستطيع أن تَعبر هذا العالم وكي تستطيع أن تَتميز به وتَنجح.
كيف تُنمي مهارة الكتابة لديك؟
أولاً: تَعرف على أساسيات الكتابة
قبل أن تَبدأ بعملية الكتابة، يجب عليك أن تَمتلك على الأقل معرفة وسطية بقواعد اللغة، والمبادئ الأساسية للكتابة، لذلك يجب أن تكون مُتمكناً إلى حد كبير بقواعد اللغة والإملاء، فيمكنك البحث والاطلاع على الكثير من المصادر التي تُعلمك أساسيات اللغة.
ثانياً: احرص على القراءة
تُعد القراءة وسيلة مهمة وسهلة للبدء بتطوير مهارة الكتابة، لذلك يُمكنك القراءة في شتى المجالات ولمختلف الكُتاب، حتى تَستطيع فهم الأشكال المختلفة للكتابة، وتُحدد بعد ذلك أي المجالات التي تُريد الكتابة بها، وكذلك تُساعدك القراءة على فَهم أساليب الكتابة وأنماطها، وتَتجعل أفقك يَتسع، لذلك ضَع مدة زمنية لقراءة العديد من الكتب، وبعد انتهاء هذه الفترة قُم بتقييم نفسك.
ثالثاً: قُم بتدوين الكتابات التي أَعجبتك
أثناء قراءتك لكتاب ما، قُم بتدوين العبارات والجمل التي أعجبتك، وكذلك الكلمات التي لم تكُن تَعرفها مسبقاً، حيث يُساعدك هذا الأمر على تقوية حصيلتك اللغوية، واحرص أيضاً على تدوين الكتابات ذات العلاقة بالمجال الذي تُود الكتابة به، حتى تَستطيع الحصول على أكبر فائدة ممكنة.
رابعاً: ابدأ بكتابة مُسودة أولية
في هذه المرحلة يمكنك الاستفادة من كل ما دَونته سابقاً، ولكن ليس بمعنى التقليد، ولكن بمعنى استخدام هذه التدوينات في تَطوير مهارات الكتابة لديك. لذلك ابدأ بكتابة ما يخطر ببالك وتشعر أنك تحبه وتُريد أن تكتب عنه، بعد ذلك قُم بَتجميع جميع الأفكار لديك، وتَرتيبها، وابدأ بالكتابة. في هذه المرحلة لا يهم وجود أخطاء لُغوية أو إملائية.
خامساً: مَارِس الكتابة كنشاط اعتيادي
ابدأ الكتابة على أساس مُنظم، وقُم بالكتابة في معظم الأيام. في البداية اكتب لنفسك، ولا تَقرأ ما كتبته لأحد، ولاتَقُم بنشره أيضاً، ولا تَتوقع من نفسك أن تكون كاتباً متمكناً في فترة وجيزة، حيث أن الكتابة ممارسة، لذلك عود نفسك على الكتابة باستمرار. وقُم بتدوين ما يخطر ببالك دون أن تتطرق لجودة ما قد كتبته بالبداية، وحَاول قدر الإمكان الاستمتاع بما كتبته وحاول أن تُقيِّم نفسك قبل أن تُعطي زمام الأمور للآخرين للقيام بذلك.
سادساً: ابدأ بنقد ذاتك
بعد أن تكون قد وصلت لمرحلة أنك قُمت بتدوين العديد من النصوص، ابدأ الآن بمرحلة نَقد ذاتك. أعِد قراءة كل ما قُمت بكتابته، وتَأكّد من خلوها من الأخطاء اللُّغوية والإملائية، وقُم بتصحيح هذه الأخطاء، وابدأ بسؤال نفسك هل ما كتبته من نصوص يَصف وبشكل صحيح الحدث الذي قُمت بوصفه، وهل وصفك كان بسيطاً ويحتاج إلى مزيد من التعبير، ومزيد من التفسير، هنا يمكنك أن تستفيد وبشكل صحيح من التمارين التي قُمت بها سابقاً في تعلم الكتابة، وكذلك اسأل نفسك هل الجمل التي قمت بكتابتها بإمكانها أن تُولِّد إحساساً لدى القارئ، وتأكد أيضاً أنك قمت بوضع كافة المعاني في مكانها الصحيح، وأنك قمت باختيار الكلمات التي تُناسب المعنى، وقُم بحذف كافة الكلمات غير الضرورية، والتي لا تُضيف شيئاً للمعنى.
سابعاً: ثِق بما كتبته
إن من أهم الأمور التي تُساعدك على الكتابة هو الثقة بالموهبة التي لديك في بادئ الأمر، وكذلك الثقة بما تكتبه، ومدى رضا الجمهور على كل ما تكتبه. وابدأ بقراءة كتاباتك بصوت عالٍ وتقبّل النقد، وكُن مرِناً حتى تَستطيع التعلم وتَستطيع مُواصلة مهاراتك بالكتابة كي تُصبح كاتباً، واصل تصحيح أخطائك وكذلك التعديل على ما تكتب، وبعد أن تَشعر بأن نصك جاهز للقراءة قُم بإرسال ما كتبته لأحد أصدقائك المهتمين بالقراءة، أو لأحد ذا صلة بالكتابة على وجه العموم، وقُم بمناقشته بالأمر وحاول قدر الإمكان أن تجعل جهودك تُثمر وتَعود عليك بالنفع.
0 Comments