عندما سُئلت المذيعة ديانا سوير في مقابلة ما عن سرّ نجاحها، أجابت قائلة: ” لا أعتقد بأنه يوجد هناك ما يحل محل التركيز والانتباه.”
قد تفكر الآن بأنك أنت أيضاً تشاركها الرأي ولكنك ربما تتساءل: ما هي الطريقة المُثلى لتطوير قدراتنا على التركيز والمحافظة على الانتباه في أي ظروف قد تحيط بنا؟
في الحقيقة، سوف تساعدك هذه النصائح الخمس على التركيز بشكل أفضل، سواء كنت مشغولا في مكتبك، تدرس في مدرستك، جالساً في اجتماع، أو حتى تحاول إنهاء مشروعك.
اهم 5 طرق فعالة لتعزيز تركيزك
أولاً: قاعدة الخمسة الإضافية
عادة، هناك نوعان من الناس: أولئك الذين يمتلكون القدرة على العمل تحت الضغط، وأولئك الذين يتمنون لو أنه لديهم القدرة على ذلك.
وبالتالي، من الآن فصاعداً، إذا كنت في منتصف أدائك لمهمة ما وطرأت لك فكرة الاستسلام والتوقف، كل ما عليك فعله هو إنجاز خمسة أشياء إضافية. على سبيل المثال، قم بقراءة خمسة صفحات إضافية، أو قم بحل خمسة مسائل رياضية أخرى أو اعمل لمدة خمسة دقائق إضافية.
بالضبط مثلما يقوم الرياضيون ببناء أجسامهم بالضغط على أنفسهم إلى أقصى درجة من الإنهاك والتعب. أنت أيضاً يمكنك الضغط على نفسك إلى أقصى درجة من الإحباط والتعب من أجل النجاح.
وكما يقوم العداء بمتابعة العدو حتى رغم تشنج أقدامه في بداية السباق، يمكنك أنت أيضاً أن تعطي نفسك فرصة أخرى للمحاولة وأن تتابع حتى لو قررت إرادتك أن تتوقف في بداية طريقك للنجاح. ببساطة، إبقاء تركيزك قائماً عندما يكون عقلك متعبا هو سر تمدد مجال انتباهك وتعزيز قوتك العقلية.
ثانياً: قاعدة مهمة واحدة في وقت واحد
يقول سامويل جولدوين: ” إذا كنت أبدو مشتتاً، فذلك لأنني أفكر في مسألة ما.” هل تشعر بأنك فاقد التركيز ومشتت الذهن؟ تخطى هذه الحالة من الانغماس في العديد من الأفكار عن طريق هذه الحيلة/الخطة الذهبية – لا تكلف عقلك ما ليس بوسعه.
بالطبع، فبدلاً من إقناع عقلك بعدم التفكير في مسألة من المفترض أنها ليست بتلك الأهمية، قم بإعطاء عقلك رشوة. لنوضح أكثر، قم بتعيين مهمة واحدة ذات توقيت محدد.
على سبيل المثال: ” عندما أعود إل المنزل الليلة، سوف أفكر في كيفية سداد ديوني المستحقة باستخدام بطاقة الائتمان. وسوف أمتلك الفرصة أيضاً لدفع الفواتير”
أو “في الوقت الراهن، بالتحديد في الدقائق الثلاثين المقبلة، من الساعة الواحدة وحتى الواحدة والثلاثين دقيقة، سوف أعطي تركيزي الكامل من أجل التدرب على هذا العرض حتى أصبح متمكناً وأبدو واثقاً خلال تقديم اقتراحي إلى كبار الشخصيات من العملاء”
هل لا زالت لديك بعض المخاوف التي تملأ رأسك؟ قم بتدوينها في قائمة مهامك حتى لا تنسى أي شيء. بالإضافة إلى ذلك، تسجيلك لبعض الالتزامات المُقلقة يعني أنك لن تضطر إلى استخدام عقلك كلوحة إعلانات تذكرك بمهامك. مما يعني ذلك أنك سوف تعطي الاهتمام الكامل للمهمة ذات الأولوية العظمى في قائمتك.
ثالثاُ: قاعدة قهر التسويف
هل تشعر بأنك لا ترغب بالتركيز؟ هل قمت بتأجيل مهمة أو مشروع من المفترض أن تعمل عليه؟ هذا بالتأكيد شكل من أشكال التسويف ! حيث عبّر كلايد عن هذا قائلاً: ” إنه لأمرٌ مدهش كم من الوقت يستغرق منا إكمال مهمة لا نعمل عليها.”
في المرة القادمة التي تكون فيها على وشك تأجيل مهمة ما، اسأل نفسك: ” هل يجب علي حقاً أن أفعل هذا؟ هل أريد أن أنهي هذه المهمة حتى لا أواصل التفكير بها؟ هل سوف يكون تحقيق هذه المهمة أسهل في وقت لاحق؟
يمكن لهذه الأسئلة الثلاثة أن تعطيك حافزاً حتى تجبر عقلك على أداء المهمة. وذلك لأنها فعلياً تجعلك تواجه حقيقة أن هذه المهمة لن تتم عبر تأجيلها مرة بعد أخرى. وأن التأجيل سوف يقوم فقط بزيادة شعورك بالذنب، فضلاً عن أنه سوف يجعل هذه المهمة الشاقة تشغل ذهنك ووقتك.
اقرأ أيضاً : كيف تنظم وقتك؟ افضل 10 نصائح
رابعاً: قاعدة استخدام يديك كعدسات
تعامل مع عقلك على أنه كاميرا وأن عينيك هي فتحة العدسة. وبالتالي فإننا في معظم الأحيان، نجد أن العينين تقوم باستقبال كل شيء بينما يقوم عقلنا بالتركيز بزاوية واسعة. بكلمات أخرى: تمتلك عقولنا القدرة على التفكير في العديد من الأشياء في وقت واحد وبكفاءة تامة. مثلاً: (تخيل أنك تقود سيارتك في طريق سريع مزدحم بينما تتحدث مع صديقك، تستمع إلى الراديو، تبقي عينيك على السيارات المارة من جانبك، وتنتظر اللون الأخضر لتكمل طريقك.)
ماذا إذا كنت ترغب بالتحول إلى وضعية التصوير القريب؟ ماذا إذا كان يتوجب عليك التحضير لاختبار يحتاج إلى تركيز بنسبة 100% ؟ قم بإحاطة عينيك باستخدام يديك كأنك تنظر إلى نهاية النفق وانظر فقط إلى كتابك. فوضع يديك إلى جانبي وجهك وحول عينيك يعمل على حجب المناطق المحيطة عن مجال نظرك فيتيح لك ذلك الفرصة للتركيز فقط في فحوى الكتاب تطبيقاً للقول الشهير : ” بعيد عن العين، بعيد عن الذهن.”
خامساً: انظر للأشياء كما لو أنك تراها للمرة الأولى والأخيرة
هل تريد أن تعرف كيف يمكنك أن تكون حاضراً تماماً بدلاً من كونك حاضراً جسداً بلا عقل هنا وهناك؟ قال فريدريك فرانك : ” عندما تستيقظ العين لترى مجدداً فإنها تتوقف فجأة عن أخذ أي شيء كأمر مسلّم به.” أما إيفلين أندر هيل فقال : ” ألف شكل من أشكال المحبة يستعصي علينا كل يوم وذلك بسبب قلة التركيز.”
أما أنا فأتعلم هذا الدرس دائماً. في كل مرة أقوم بإعطاء أبنائي حكة الظهر الليلية، على الرغم من أنني أكون جالساً بجوارهم، فقد أكون في البلدة المجاورة لأن كل ما أفكر به في تلك اللحظة هو رحلتي في الصباح الباكر لليوم التالي وأتساءل عما إذا كنت قد حزمت ملابسي وأغراضي ووضعت تذكرتي في المحفظة.. إلخ.
فجأة، تقع عيوني الغير مركزة على أبنائي وحينها أظن حقاً بأنني أرى طفليّ للمرة الأولى! في تلك اللحظة، أٌغمر فوراً بشعور من الامتنان لهذين الولدين الرائعين. وأشعر أيضاً بأنني محظوظ جداً لكوني قد وُهبت مثل هؤلاء الأطفال. في لحظة واحدة، انتقلت من كوني شارد الذهن إلى كوني مليء بشعور الرهبة والتقدير لوجودهم في حياتي.
لذلك، في المرة القادمة التي يكون فيها عقلك بعيداً مليون ميل. ببساطة، ألقِ نظرة حولك لترى المحيط جيداً. تمعن في تلك الزهرة الجميلة في الإناء. قف بالقرب من صورة الحائط وتعجّب من أعمال الفنان الملهمة.
بكلمات أخرى، تعلّم كيف تنظر إلى الأشياء بحب وإلهام وذلك بالتأكيد سوف يضفي لحياتك حيوية ورونق خاص.
ماذا قالوا عن التركيز؟
” لقد اعتدت على التفكير بأن العقل البشري هو أكثر أجزاء الجسم إبهاراً، ومن ثم أدركت، ” ما الذي يجعلني أقول ذلك؟ ” – إيمو فيليبس.
” إنني أصبح شارد الذهن وكثير النسيان يوماً بعد يوم. أحياناً في منتصف الجملة، أنا… ” – ميلتون بيرل.
” يصدأ المعدن بسبب الإهمال، تفقد المياه الراكدة نقائها وتصبح مجمدة في الطقس البارد، وحتى التقاعس يستنزف حماسة العقل” – ليوناردو دافنشي.
” أخبرني ما الذي تنتبه عليه عادةً فأخبرك من أنت.” – جوز أورتيجا جاست.
” أفضل خروجي من البيت دون قميص أو حذاء على فقدان جانبي وجهي المنفصلين لمدة دقيقة واحدة.” – روديارد كيبلنج.
” ليس أنني لا أرغب بالاستماع إلى الناس. بل أرغب بذلك. كل ما بالأمر هو أنني لا أستطيع سماعهم أثناء حديثي.” – بولا باوندستون.
