فوائد تنمية الذات
لا يبدو مصطلح التنمية البشرية ، بالرغم من كثرة استخدامه، واضحاً للجميع. ولكن يكمن المعنى العام للتنمية البشرية في أن تكون قادراً على الاستثمار في ذاتك وتغذيتها ليكون هذا بمثابة زاد تستزيد به مهما في رحلة الحياة التي يتخللها الأفراح والأتراح. وفهمك لتنمية الذات وتطبيقها سيجعلك شخصاً سباقاً، أي بمعنى أنك لن تقبع مكانك وتنتظر أن تتحسن أمورك بل ستبادر أنت لتحسينها وتطويع ظروفها لتكون كما تحب. وقد لا تنجح دوماً في تحقيق أهدافك، لكنك ستتعلم المزيد خلال رحلتك، وستصر على أن تكون أنت من يلون حياته بيديه ويصل إلى أحلامه. سيكون فهمك للتنمية البشرية الخطوة الأولى في فهم ذاتك وتحقيقها وما تتوق إليه.
وهذه هي المزايا الستة للاطلاع على التنمية البشرية وفهمها:
أولاً: فهم الذات
تبدأ التنمية البشرية بفهم الذات. حيث عليك أن تفهم مبادئك، قيمك، وأهدافك التي ترنو إليها. وإذا أردت أن تحصد السعادة حقاً، عليك أن تتبع أحلامك وتحاول تحقيقها بناءً على ماهيتك ومن تكون فعلاً، بدلاً من محاولة إرضاء أشخاص آخرين وتحقيق رغباتهم عن طريقك. مثلاً، كثير من الآباء والأمهات يقنعون أبناءهم بانتهاج طريق معين يحقق آمالهم في أبناءهم دون الالتفات إلى حلم أبناءهم الحقيقي. لذلك عليك أن ترسم معالم طريقك وحدك استناداً إلى فهم ذاتك وتطويرها للأفضل.
ثانياً: امتلاك الشعور بالإدارة
بمجرد فهمك لذاتك بشكل أفضل وأعمق، ستتكون لديك فكرة واضحة عمّا تريد تحقيقه. وستصبح عملية اتخاذ القرارات بالنسبة لك أيسر. وستنجح في تحديد أي الخطوات يجب اتباعها وأيها لن يكون له مكان في حياتك. وهذا يعطي الشخص ثقة بنفسه وشعور بأنه يدير جزءً كبيراً من حياته بالطريقة التي يرتئيها.
ثالثاً: تطوير التركيز والفعالية
حتى مع تطوير حس الإدارة لديك، سيقع على عاتقك العديد من المهام التي تتطلب تركيزك. فمع فهمك للتنمية البشرية وتطور ذاتك، ستصبح عملية تحديد الأولويات أسهل بالنسبة لك. ففهمك وتحديدك لأهدافك بشكل صحيح، ستبرع في تحديد أي المهام تعتبر أَولى بناءً على الإمكانات والظروف المتاحة.
رابعاً: الشعور بالتحفز غالباً
عندما تعرف ما تريده في هذه الحياة، ستعرف عميقاً فائدة التعب والعمل بجد. حتى لو كانت المهمة الموكلة إليك ليست ممتعة لكنك تعرف الفائدة المرجوة منها، ستتحفز أكثر للقيام بهذه المهمة. ففهمك القوي لذاتك، سيمكنك من تطوير سمتي الإرادة والاستمرارية لديك.
خامساً: مرونة أكثر
لا بد من وجود بعض الأوقات الصعبة في حياتك. وتطبيقك للتنمية البشرية لن يمنعها. لكنها ستزودك بالمهارات والقدرات اللازمة للتعامل مع المواقف الصعبة والأوقات المنهكة. ستكتسب ثقة بالنفس ومرونة أكثر، وسمات شخصية تمكنك من التغلب على الصعوبات والخروج منها بأقل الخسائر الممكنة.
وأخيراً، ما زال مفهوم التنمية البشرية غير مضبوط تماماً. ويعتبر بعض الدارسين أن نتائج تطبيقه لا يمكن قياسها بدقة. ويرجع السبب غالباً لاختلاف طبائع البشر وعقلياتهم وخلفيتهم الثقافية. لكن، أثبتت دراسات اخرى، أنك إذا أبحرت في علم التنمية البشرية وفهمت جوهره، واستطعت فهم نفسك وترويضها، ستستطيع أن تُطوع حياتك وظروفها لتكون كما تريد، وستتعامل بحكمة مع المواقف الصعبة وستهزمها أو تصل لتسوية ترضيك وبأقل السلبيات.
0 Comments