يتمنى كل أب وأم أن يروا أطفالهم ناجحين سعداء. لذلك لا يدعون أي جهد، مال، أو وقت إلا ومنحوه لهم وأنفقوه خاصة على تعليمهم. لكن هل يضمن حقاً التعليم الجيد المستقبل الباهر لهم؟ التعليم الجيد للاطفال
لقد تبين أن هناك العديد من المهارات المهمة التي لا تقل شأناً، والتي بإمكانها أن تساعد طفلك لأن يترعرع بطريقة مثالية وتُعبّد الطريق أمامه ليصبح ناجحاً في المستقبل ويحقق إنجازات عظيمة. وإليك هذه المهارات:
أولاً: المقدرة على اتخاذ موقف
تعد المقدرة على اتخاذ موقف من أهم المهارات في هذا العالم، ويجب أن تُغرس في طفلك الصغير منذ عمر مبكر لأنك لن تكون عنده ومن أجله دوماً. ولمساعدته على اكتساب هذه المهارة، عليك أن تظهر أن رأي طفلك يهم في الأسرة. وعلى الأطفال أن يعوا أنك تستمتع لهم وتفهمهم، لذلك تفاعل معهم وأظهر استمتاعك وتشجعيك خلال الحديث. بناءً على ذلك، ينبغي لك أن توافق على ما اقتراحاتهم الجيدة، ولا تكن ساخراً أو متصلباً عند الرد على أسئلتهم.
ثانياً: التركيز
يفضل الأطفال التركيز فيما يستمتعون به، لذلك حاول أن تشركهم في أنشطة ليست فقط مفيدة بل أيضاً ممتعة لتجذب لب تركيزهم. على سبيل المثال، عند تعليم أطفالك الكتابة، دعهم يكتبوا ما يجول في خاطرهم على لوحة بيضاء، أو باستخدام الطباشير على سبورة. وتذكر أن سلوك الوالدين هو بمثابة قدوة حقيقية لهم بدلاً من النصائح الكلامية التي غالباً لا تسمن ولا تفيد بقدر اقتطاعك من وقتك لتقضيه مع أطفالك وحدهم دون أي مشتتات خارجية. كما يمكنك تنمية قدرات طفلك التركيزية عن طريق ألعاب السبورة، الأحجيات، أو الرسم. كذلك دعهم يلاحظوا أشياء معينة ومتشابهة خلال فترة سيرك معهم، مثل الألوان المتشابهة لسيارات معينة، الإشارات، والأشكال المختلفة.
ثالثاً: الاعتماد على الذات
كلما اعتاد أطفالك على عمل العديد من المهام وحدهم، أصبحوا أكثر ثقة بأنفسهم في المستقبل. وسيصبحون أكثر التزاماً بالمهام والواجبات الملقاة على عاتقهم في المدارس التي تزداد شيئاً فشيئاً. على سبيل المثال، عوّد أطفالك على أن يلبسوا بمفردهم، ويربطوا أربطة حذاءهم، وأن يضعوا ألعابهم في مكانها المخصص لها. ولا توبّخهم إذا فعلوها بطريقة خاطئة. لا بد أن تكون صبوراً. وتدريجياً، سيكتسبون الطرق الصحيحة لفعل الأشياء ويحاكوها بكفاءة بنفس الطريقة التي تعلموا بها المشي والكلام.
رابعاً: العمل ضمن فريق
من الحري بك أن توضح لأطفالك وهم في سن مبكرة أن هناك بعض القوانين التي تحكم المجتمع (في الملعب، في الروضة، في المدرسة) وأن عليهم احترامها واتباعها ليحظوا على علاقات جيدة مع الجميع. وأحد هذه القوانين هو القدرة على التعاون والعمل ضمن فريق. وعند إشراك طفلك في فريق، إياك ومقارنته بالأطفال الآخرين لأن هذا سيكون لديه طبيعة عدائية. بل عليك التركيز على أهمية كل طفل في الفريق ومدح أدوراهم جميعاً ما دام الفريق قد حقق غايته.
خامساً: اكتساب لغة أجنبية
ستتيح قدرة طفلك على التحدث بلغة أجنبية واحدة على الأقل المجال أمامه في الحصول على وظيفة أفضل في المستقبل، كما أن آفاقه الثقافية ستتفتح. فلن يكون هناك طريقة أفضل لتعلم ثقافة بلد أخرى من التحدث باللغة الأصلية لساكنيها.
سادساً: التنظيم الذاتي
ستساعد هذه المهارة أطفالك على تحقيق مهامهم بشكل أيسر، وكذك على تحقيق أهدافهم عندما يكبرون بطبيعة الحال. وأساس هذه المهارة هي جدول يومي وكذلك أسبوعي تشارك في البداية في وضعه ليتبعه أطفالك، ومن ثم تتسلل تدريجياً من مسؤولية وضعه ليتمكن الأطفال تدريجياً كلما نضجوا أكثر من وضعه اتباعه بأنفسهم. وبدايةً، عليك الموازنة بين المسؤوليات المطلوبة من الأطفال ووقت فراغهم الذين هم بحاجة ماسة له ليستطيعوا المضي قُدُماً. وسيتمكن الأطفال بمزيد من الممارسة تنظيم وقتهم وتقسيمه بين عمل الواجبات، والمهام، والأنشطة التي يمكنهم التسلية بها في أوقات الفراغ.
سابعاً: ردود الفعل الهادئة تجاه لحظات الفشل
تبين طريقة تعامل أطفالك مع لحظات النجاح والفشل مدى احترامهم لذاتهم وثقتهم بأنفسهم، وتعكس كذلك علاقتهم مع الآخرين. عليك أن تنتبه لردود فعل الأطفال تجاه خسارتهم، على سبيل المثال، الطفل الذي يخسر في اللعبة، وينتابه الغضب، ثم يأخذه والديه للبيت. فردة الفعل هذه لها أثر سلبي على قدرة الأطفال على مواجهة أعباء الحياة، وتعيق تطور السمات القوية في شخصياتهم. حاول أن تمدح أطفالك على كل إنجاز يحققوه، لكن لا تهمل لحظات الفشل. حاول أن تناقشهم وتتحدث معهم وتفهم ما الأسباب الكامنة وراء هذا الفشل، حيث تعد هذه الخطوة مفتاحاً أساسياً نحو تحقيق النجاحات في المستقبل. ودع أطفالك يفرغوا الطاقة السلبية والعواطف المنهكة نتيجة الفشل حتى لا تبقى مختزلة ويضايقوا بها آخرين بتصرفات غير لائقة في وقت لاحق. وتكلموا معهم وأخبروهم أنكم تحبوهم وتؤمنوا بهم وأنهم سيتخطون هذه اللحظات بغض النظر عن الآراء المؤقتة للآخرين عنهم.
ودمتم بعافية…
المرجع: brightside.com
0 Comments