كيف تجعل طفلك ذكيا
يتمنى كل أب وأم صالحين أن يؤسسوا لمستقبل مشرق لأطفالهم. ولكن يوجد خط بسيط بين التدخل المتوازن الصحي في حياة أطفالك وتقديم الاقتراحات لهم وبين المبالغة في مساحة تدخلك فيهم وبشؤونهم. قتضييق الخناق على أطفالك بكثرة القوانين والتعليمات والتوقعات يؤدي إلى الحد من ثقتهم وإبداعهم. وهذه سبعة تصرفات عليك تجنبها ليترعرع أطفالك وهم صحيون، آمنون، أحرار بأن يكونوا ما يريدون بدلاً من أن يحققوا رغبات الآخرين وسقف توقعاتكم. وهي:
أولاً: تجنب المبالغة في إخبارهم ما عليهم فعله
يحتاج الأطفال إلى مرشد يخبرهم ما عليهم فعله في بعض الأمور، ولكن ليس في كل صغيرة وكبيرة. فالتدخل الكثير وإملاء ما على الطفل فعله سيجعله نتاج لما يحبه الآخرون في المستقبل بدلاً من فهم نفسه ومتطلباته وآماله.
ثانياً: تجنب التوقعات غير المنطقية
تذكر أن طفلك ما هو إلا بشر لديه قدرات معينة، ويبدع في بعض المجالات ويخفق في أُخَر. ومن المحبط جداً أن تثقل كاهل طفلك بأن يكون الأفضل في كل شيء ليستحق الثناء من جانبك. وكثيراً ما نرى أن الآباء والأمهات ينهكون أبناءهم بدعوى أنهم يتمنون أن يروا أطفالهم يحققون ما لم ينجحوا في تحقيقه في ماضيهم. لكن ما يجب فهمه أننا سواءكبالغين أو كأطفال لدينا نقاط قوة ونقاط ضعف فلا يجب إنهاك الأطفال بتوقعات غير واقعية. بل عليك أن تُشعر أطفالك دوماً بحبك لهم وتقديرك لما يفعلون وتفهمك لنقاط ضعفه والعمل على الحد منها بدلاً من توبيخه لأجلها.
ثالثاً: تجنب تصرفات الحماية المبالغ فيها
إذا كنت من النوع الذي يقلق كثيراً ويدقق بشأن الاحتمالات المتوقعة لأي حدث أو موقف، حاول أن لا تجعل هذه السمة فيك تؤثر على طريقة تربيتك لأطفالك. فخلق محمية حول الأطفال ومنعهم من الانخراط في كثير من الأحداث فقط بسبب قلقك المرضي حول النتائج المحتملة له سيُعقد الطفل ويتعبه. من الصحي جداً أن يتعرض الطفل لتجارب جديدة ويرتكب الأخطاء ليتعلم منها ويكون فكرته الخاصة عن هذا العالم. أما لو كان اعتماده على والديه واشتراكه في الأمور محدوداً، سيتخلى عن الكثير من المسؤوليات في المستقبل ولن يكون قادراً على على خوض المغامرات وجني ثمارها الجيدة.
رابعاً: تجنب اتخاذ القرارات بالنيابة عنهم
نجد الكثير من البالغين يواجهون صعوبة في اتخاذ القرارات، ويرجع هذا غالباً إلى تحجيم دورهم عندما كانوا أطفالاً في اتخاذ القرارات. افسح لطفلك المجال في أن يختار بعض ملابسه وألوانها والألعاب والنشاطات التي يود الاشتراك بها، فهذا غالباً يساعده في تكوين ذوق عام له ونظرة للأمور. وعلى المدى البعيد، سيشعر بالثقة والجرأة اللازمة لفهم الأمور ومن ثم اتخاذ القرارات.
خامساً: تجنب المبالغة في تأنبيهم بسبب ارتكاب بعض الأخطاء
“كل ابن آدم خطاء”. حاول أن لا تبالغ في لومك لأطفالك جراء الأخطاء التي يرتكبونها، بل حاورهم واعمل جاهداً على أن تساعدهم على إدراك الأمور وفهم أخطائهم حتى لا يكرروها مرة أخرى. وقد تسبب لهم مبالغتك في اللوم الخوف وعدم الصراحة والتهرب من مواجهتك وارتكاب هذا الخطأ من وراءك كعناد أو شيء من هذا القبيل. فالأخطاء هي الطريقة المثلى للتعلم وأخذ الدروس، وعليك أن تكون قدوة لأطفالك ليفهموا هذا الموضوع منذ الصغر.
سادساً: تجنب وضع الكثير من القوانين الأسرية
لا بد من وجود القوانين والتعليمات في كل أسرة، نظراً للحاجة لتعليم الأطفال الخطأ والصواب. لكن المبالغة والتطرف في أي شيء يفسده. فالكم الهائل من القوانين قد تجعل الطفل يعيش في جو مَرضي من القلق والخوف والتأهب من احتمالية أن يخل بأي قانون. وسيكبت الإبداع داخلهم لأنهم سيرون أنفسهم كآلات يفعلون ما تمليه عليه قوانين الأسرة الصارمة.
لا بد أن نفهم أن أبناءنا أمانة غالية عندنا، وعلينا أن نراعي حق الله في تربيتهم ليكونوا الأفضل والأجمل.
ودمتم بعافية…
المرجع: brightside.com
0 Comments