يعد تقدير الذات نتيجة لأفكارنا، ومشاعرنا، وآرائنا عن أنفسنا. وهذا يعني أن مفهوم تقدير الذات مرناً ويتغير باختلاف تفكيرنا. فعبر الزمن، تفكيرنا السلبي سيقلل من منسوب تقديرنا لذاتنا.
في لحظة ما، يكتشف الشخص مدى تقليله لذاته في الأيام الآنفة. وعندها فقط يعلم كم ظلم نفسه وحرم نفسه فرصاً جميلة في الحياة. عندما تنوي أن تتوقف عن طريقة تفكيرك السابقة، وأن ترى نفسك بطريقة أفضل وتقدرها، حاول أن تقوم بهذه الأمور:
غيّر طريقة نقدك الداخلي
لاحظ طريقة تحدثك مع ذاتك، وهل كنت ستتكلم بنفس الأسلوب لو كنت تتكلم مع صديقك المفضل؟ الصوت الداخلي القاسي الذي نتكلم به أحياناً مع أنفسنا يمزقنا من الداخل. فكثير من الأشخاص يجلدون أنفسهم ويؤنبونها بشكل قاسٍ فيكونوا السبب الأساسي في ضعفها. إذا كنت ممن يعتادون هذه الطريقة القاسية في نقد انفسهم، حاول أن تتخلص من هذه العادة. وتحدث مع نفسك بشكل عقلاني، إيجابي لأن الأفكار تترسب داخل عقولنا وتؤثر على معيشتنا وردود أفعالنا.
ركّز على الأمور الناجحة في حياتك
عندما تجد نفسك تنجرف في التركيز على المشاكل والصعوبات في حياتك، حاول أن تسحب نفسك من هذا التيار المُنهك وتُسلط ضوء تفكيرك على الأمور التي نجحت في تحقيقها. ومن الوسائل المجدية التي تساعدك في تحقيق هذه الخطوة بنجاح أن تكتب كل يوم ثلاثة أمور جيدة قد نجحت في إنجازها.
اجعل هدفك مرتبطاً بالمجهود أكثر من الكمال
يقع كثير من الأشخاص تحت ضغط تحقيق الكمال في الأمور التي يفعلونها وإلا فإنهم يتوقفون عن المحاولة فيها. وغالباً ما يخسرون لأنهم رفضوا المحاولة. فكم من الأشخاص فكّروا بأنهم لن يشتركوا في المسابقة لأنهم لن يكونوا الأفضل، ولم يحاولوا حتى ذهبت لأشخاص آخرين. لذلك على الإنسان أن يؤدي واجبه والمسؤولية الواقعة على عاتقه، وأن يتوقع النجاح دون كمال. لأن الكمال لله سبحانه وتعالى.
انظر لأخطائك على أنها فرص للتعلم وكسب الخبرة
تقبل فكرة ارتكابك للأخطاء، حيث لا ضير في ذلك. ففي رحلتك، ستكون زلاتك وهفواتك بمثابة دروس وعبر تستفيد منها فلا تكررها بعد ذلك.
ارم بالأفكار التي تقلل منك جانباً
حاول أن تتخلص من الأفكار غير الصحية التي تجعلك تقلل من ذاتك وتستخف بقدراتك ومواهبك. لا تقارن نفسك بالآخرين وإنجازاتهم إذا كانت النتيجة أن ترى نفسك أقل. غرض المقارنة غالباً هو تحفيز نفسك أكثر. لكن عليك أن تتذكر أن حيواتكم وظروفكم مختلفة. وأن لكل شخص مجال يبدع فيه، فابحث عن بصمتك في هذه الحياة التي ترتضيها.
ذكّر نفسك أن كل شخص يتفوق في مجال معين
فكّر في الأمور التي تتميز بها، وقدّر نجاح الآخرين في مجالات أخرى. فالواقع يفيد بأنني كاتب مميز، وصديقي موسيقي رائع. فالحياة لن تكتمل ولن يكون لها نكهتها الخاصة دون تلك الفروق بيننا. حاول أن تستمتع بما تقوم به وأن تجعل ما تقوم به ممتعاً، واستمتع بإنجازات الآخرين. فأنت تقدم مجهوداً وهم كذلك.
تعرف على ما يمكن ولا يمكن تغييره
ينبغي عليك أن تفرق بين الأمور التي لا يمكن تغييرها وما يمكن تغييرها. تقبل الأمور الحتمية التي لا فرار منها. هذا سيساعدك على تغيير الأمور التي تحتاج لنيتك الصادقة ومجهودك ومثابرتك لتحقيقها. فعدم خلطك بين الأمرين، سيمكنك معرفة حدود نفسك وقدراتها المبذولة من أجل شيء يمكن تغييره، وليست بجهود مهدورة سدىً لتغيير ما لا يتغير.
حدّد أهدافك
فكّر ما الذي تريد تحقيقه؟ ثم اعمل خطة تبين الخطوات الي تتبعها لتحقيق أهدافك. وعند نجاحك في تحقيق أي من الخطوات المتسلسلة الرامية لتحقيق الهدف الأكبر، كافئ نفسك وقدّرها لمثابرتها وإصرارها ونجاحها على تحقيق الموجود في الخطة.
اعتز بآرائك وأفكارك
لا تتردد في التعبير عن آرائك، والاعتزاز بها حيث إنها انعكاس لك. وإذا لم يوافق البعض عليها، فهذا لا يقلل منك وليس دليلاً على قلة ذكاءك. ولكن هذا اختلاف طبيعي بين الآراء. اعتز بما تفكر به، واستمع لغيرك واحترم آرائه، وكن متفتح العقل لتتقبل الأفكار الصحيحة التي يتفوه بها الآخرون.
تقبل الإطراء
عندما يقل منسوب تقدير الذات لدى الشخص، فإنه لا يتقبل الإطراء أي بمعنى أنه يميل إلى عدم تصديقه. ويقلل من ذاته ولا يأخذ هذا الثناء بعين الاعتبار. بدلاً من ذلك، عليك السماع لجمل المديح الحقيقية ، وقدّرها. واثني على الأشخاص الذين يستحقون كذلك.
تطوع أو شارك بمساهمة في مجتمعك
يمكنك التطوع في أي مجال، مثلاً تدريب مجموعة تعاني من مشكلة ما، أو المساهمة في تنظيف حيك، أو المشاركة في إعداد وجبات للمحتاجين في بعض الأحياء. فعندما ترى الفرق الذي أحدثته بمساهمتك، ستزيد ثقتك من قدراتك وذاتك. وهذا هو تقدير الذات.
ينتج تقدير الذات من تجنيبنا للأفكار السلبية التي تغزونا، وأن نركز على الجوانب الجميلة في حياتنا، وأن نتسم بالنشاط والحيوية لنخرج أجمل ما فينا.
ودمتم بعافية…
المرجع: kidshealth.org
0 Comments