بالعلم والثقافة نستطيع أن نبني أفراداً وشعوباً ومجتمعات، ونستطيع أن نرتقي بأنفسنا، ونعلمها ونهذبها، ونستطيع أن نحمل على كاهلنا ثقل الحياة بعزيمة وقوة، ونستطيع وبسهولة أن نُعمّر الأرض ونستخلفها كما أراد الله منّا.

كيف أُثقف نفسي؟

إنّ هذا السؤال يحمل في طياته جوانب عديدة وكثيرة، ولكن بكل الأحوال، كي تثقف نفسك، يجب أن يكونَ لديك القدرة الكافية والاقتناع الكافي لتجتاز هذا الأمر وتُحققه، فعملية تثقيف النفس هي عملية اجتهادية تعتمد على التعلم الذاتي، وتعتمد أيضاً على مقدرة الشخص العقلية، وأيضاً تعتمد على اهتمام الشخص بأن يكون شخصاً مُثقفاً ومدرِكاً للكلمة بمعناها وجوانبها.

كيف يمكنك أن تثقف نفسك؟

1- من خلال القراءة والاطلاع:

تُعد القراءة من أهم أساسيات ومصادر المعرفة، فالقراءة الجيدة والمتنوعة تجعلك شخصاً مطلعاً في كل المجالات، فيتسع أفقك وتتستع معرفتك، ويزداد علمك بكافة الجوانب، سواء أردت القراءة بالجوانب الثقافية والاجتماعية والاقتصادية، إلخ. وتجعلك تمتلك ذخيرة معرفية يمكنك أن تواجه بها كثير من مشاكل الحياة.

2- من خلال البحث:

في عملية تثقيف النفس، لا تكون عملية البحث عشوائية ولا تكون دون دراية، وكذلك فإن عملية البحث يجب أن تتبع أساليب مُعينة تعتمد أولاً على البحث الدوري والمستمر لمُواكبة كل ما هو جديد،كذلك يجب أن تتبع المعرفة بالأمور المُراد البحث عنها حتى تستطيع أن تبحث بشكل مُجدي ومُفيد حتى تستطيع أن تحصل على ما تُريد من معرفة وعلم.

3- من خلال مُتابعة الأخبار وكل ما هو جديد:

لمُتابعة المُجريات التي تحدث على الساحة، سواء كانت سياسية، أو وطنية، وغيرها من الأمور التي تتناولها الأخبار، تابِع الأحداث وابحث عنها. المهم أن نجعلها نُقطة بداية للبحث والمعرفة، مثلاً خبر عن ذكرى استقلال دولة ما سيقودك للبحث عن الأحداث التاريخية لهذه الدولة: كيف تم احتلالها، وكيف استقلت، وهكذا بالنسبة لباقي الأمور التي تعرض عليك في شريط الأخبار أو في نشرات الأخبار.

4- من خلال الاستغلال الأمثل للوقت:

إن الوقت وإدارة الوقت بشكل فعّال تُعد من أهم الأمور التي نحتاجها إذا أردنا باختصار تحصيل المعرفة، وتثقيف النفس. مثلاً، يجب أن نفكر باستغلال أوقات الفراغ بشكل مُفيد وبشكل يُلبّي حاجتنا للمعرفة والعلم، فنستبدل الأوقات التي تضيع بقيلولة المساء ومشاهدة التلفاز، أو الجلوس لساعات على مواقع التواصل الاجتماعي بالذهاب إلى المكتبة وقراءة الكتب، أو بقراءة كتب موجودة بالفعل، ولكنها مُهملة بعض الوقت. إذن فأمر المعرفة بأيدينا ونحن المتحكمين فيه.

5- من خلال الإيمان بأن العلم لا ينتهي:

إذا أردت أن تتعلم وأن تبحث عن المعرفة، يجب أن تُدرك أمراً هاماً  وهو أنّ العلم لا ينتهي، وأنك مهما تعلمت، ستبقى جاهلاً، لذلك لا تقف عند حد معين من المعرفة، تخيّل العلم بحراً لا ينفذ وتخيل أنك البحار الذي يحب أن يجوب كل الموانئ.

6- من خلال التحلي بسلوك العلم:

تعلّم سلوك العلم، واحصل على المعلومات، ولكن لا تكن مُصِراً عليها بمعنى لا تكن مُتعصباً لما قرأت، ولا تقبل بأن تكون همجياً مُخالفاً لما يمنحه العلم من تهذيب ورقي، لذلك فاحمل العلم سلاحاً يحميك لا لأن تجعله أداةً للهجوم.

7- من خلال المُواظبة والاستمرار:

تحتاج المعرفة والعلم للاستمراية والمواصلة، والنفس الطويل، والشغف الجميل. فالشغف للعلم  أسلوب ناجح لتحقيق المواصلة والاستمرار في تحصيله. وكذلك المعرفة الحقيقة بأن العلم كل يوم في تجدد وتطور، يُمكنك بأن تكون مُتابعاً ومُطلعاً على كل ما هو جديد، ويُمكنك من جعل أفقك يتسع ليستوعب كل ما يجعله يُشبع رغباته بالتعلم والمعرفة، لذلك لا تقف عند حد ولا تكتفي بما حصلت عليه.

نتمنى عزيزي القارئ أن تكون قد حصلت على الفائدة المرجوة من المقال، وأن تُطبق هذه الأساليب لزيادة ثقافتك. وأن تشاركنا إذا كان لديك أفكاراً جديدة وجميلة.

ودمتم بعافية…